المرأة كائن سمعي يتأثر بالكلام, ويستطيع الرجل أن يلحس عقلها بكلمة حلوة, يعني إذا واحد قال لها "أنتِ حلوة" ستعطيه روحها.. وكنت استغرب عندما أجد فتاة تعود من السوق لتحكي لي بفرحة غامرة أن شاباً عاكسها وقال "أنا افدي العيون, الله يجعل لهن صاروخ".. وعندما نصحت فتاة بتقوى الله تعالى وقطع صلتها بالشاب الذي تحبه, قالت: سأحاول, ولكنها لم تفعل, لأنها حدثته أنها ستتركه من أجل الله فقال لها"صعب ما اقدرش أعيش من دونك" فذابت المسكينة وصدقت وأكملت معه مشوار الضياع. خدعوها: خدعوها بقولهم حسناء.. والغواني يغرهن الثناء.. هكذا قال الشاعر أحمد شوقي وإذا كان هذا هو حال الغواني مع الغزل والكلام المعسول, فكيف سيكون حال النساء اللاتي يفتقرن إلى الجمال "وشكله لا يسر عدواً ولا حبيباً"؟.. أكيد سيغبن عن الوعي, وسيخرجن عن نطاق التغطية وستكون كالنعجة يقودها كيف يشاء ولأن الذئاب البشرية من الرجال يعلمون أن نقطة ضعف المرأة أذنها وما تسمعه, وأن الكلام المعسول هو المفتاح السري لقلوب الفتيات, تراهم يدقون على هذا الوتر ويعزفون موسيقاهم ليوقعوا بالضحية المسكينة التي تبحث عمن يسمعها كلمة حلوة, فتقع في الفخ وتسمع بعدها أسوأ أنواع الكلام طوال حياتها والجزاء من جنس العمل.. يا حلوة "حتى لو هي تدي الوجع- يا غزال حتى لو هي مثل الدب- يا قمر حتى لوهي سمراء" وهي تصدق وقلبها يدق ولما يدق قلبها سرعان ما تفتح كل الأبواب, فإذا فتحت كل الأبواب دخلت سجناً لا ترتاح منه إلا بالموت.. وعندما سألت أحد الشباب المعاكسين: قل لي كيف تصطادون الفريسة وما هي أساليبكم في ذلك؟ أجاب: أكثر شيء يخلي البنت تذوب الكلام الحلو, ثم لكل بنت طريقه ووسيلة, فالبعض تحب الرجل الوسيم، وأخرى الجاد، وثالثة المرح، ورابعة الشهرة.. وكيف تعرف ما تحبه الفتاة؟: أعرف من أول لقاء أو أول مكالمة وأحياناً تتحدث الفتاة عما تحب، فتسهل لنا المهمة.. وعلى حسب طلبها نتحول, يعني لو كانت تحب الشاب المرح أرجع لها إسماعيل ياسين على طول.. حبيبي غير: ولأن الغواني يغرهن الثناء، فلن تستطيع إقناع أي فتاة بأن من تربطها به علاقة, ذئب بشري سينال منها ثم يتركها تغرق في وحل الرذيلة, لأنه يمطرها بوابل من الكلام المعسول:" أنت زوجة المستقبل, وأم عيالي, وشريكة عمري, ولا يمكن أعيش مع واحدة غيرك يا عمري يا روحي يا ملاك يمشي على الأرض يا ربة الحسن والجمال".. وهي تذوب وتصدق وتقول لكل من ينصحها:"سمير غير", "عبده مش زي الشباب"، "محمد ثاني على الناس"،"سامي وعدني"... ثم تكتشف أن كلهم سوى, وسمير يشبه مراد ومراد يشبه هاني وهاني يشبه سامي وسامي لص حرامي, خطف اللحمة من قدامي.. يا شيخة اصحي بلا نيله بلا بتاع".. كلهم في الهوى سوى.. والأذن تزني: قال صلى الله عليه وسلم" والأذن تزني وزناها...". "والفتاة التي تفتح أذنها لكل ناعق وتستمتع, فلتعلم أنها تغضب الحق تعالى.. وأن للشيطان خطوات تبدأ بنظرة فابتسامة فكلام, فإذا وصل الشيطان إلى مرحلة الكلام فقد بدأ الانحدار.
أحلام القبيلي
خدعوها 1461