أعز ما تطلبه المرأة من الدنيا زوج صالح، وفي زمن عز فيه الرجال الصالحون سنذكرهم بأعظم زوج عرفته البشرية سنُذكر أولئك الذين لم يؤثر فيهم التدين والذين لم يؤثر فيهم العلم والشهادات والثقافة الذين لا يمسكون نساءهم بمعروف ولا يسرحوهن بإحسان سنُذكرهم ببعض الجوانب المشرقة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومواقفه مع نسائه وسيرون كم هو الفرق كبيراً بينهم وبين نبيهم الكريم. سُئل النبي ذات يوم : من أحب الناس إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة (ولم يتحرج من ذكر اسمها والإفصاح عن مدى حبه لها) قيل له: ومن الرجال يا رسول الله؟ قال: أبوها ( لم يقل أبا بكر، ونسبه إليها). كان متزوجاً بتسع نساء لم يظلم واحدة منهن أو يقصر في حقها. كان حنوناً رقيقاً عطوفاً، يمازحهن ويسابقهن ويلاعبهن ويستمع لحديثهن بإنصات ويأخذ بمشورتهن.. وكان في خدمة أهله، يخيط ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته، ويتزين لهن كما يحب أن يتزين له وهو القائل : إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً. وهو الذي وضع ركبته الشريفة لزوجته لتضع رجلها حتى تركب الناقة. ومن أمته من لا يستقوي إلا على النساء، ويعتقد أن قوامته لا تستقيم إلا بلطم الخدود وسب الجدود وقهر القلوب. وتعالوا معي لنقف على أروع الأخلاق النبوية على الإطلاق في تعامله مع زوجاته وفي أصعب المواقف التي يمكن أن تمر بها المرأة في حياتها وفي صورة مما تعانيه من ظلم المجتمع, ن حيث تُعتبر متهمة حتى وإن كانت هي المجني عليها، ولكم أن تتخيلوا موقف الحبيب المصطفى وقد اتهمت زوجته- رضي الله عنها- بارتكاب الفاحشة, وشاع الأمر بين الناس وانقسم القوم إلى فريقين مصدق ومكذب, وما الذي يمكن أن يفعله أي رجل في مثل هذا الموقف؟ أما الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم- فقد تعامل مع الأمر بكل رحمة وبكل خلق كريم, واسمعوا للسيدة عائشة الطاهرة المطهرة وهي تقول: "بقيت شهراً مريضة ولا أدري ما يقول الناس ولا يغيبني – أي لا يوجد ما استغربه- غير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدخل علىَّ مهموماً، وطريقة سلامه مختلفة، ولا أجد ما كنت أجد منه من الوُد" فبالرغم من ذلك لم يكلمها الرسول عن أي شيء طيلة هذه المدة. قالت عائشة رضي الله عنها: ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبواي وعندي امرأة من الأنصار، وأنا أبكي، وهي تبكي معي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال يا عائشة: إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس، فاتق الله.. وإن كنتِ قد قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده.. طبعاً أي رجل آخر مهما كانت أخلاقه, ومهما كان إيمانه لن يتصرف كما تصرف الحبيب - صلى الله عليه وسلم، وأقل شيء يطلقها "ويا بنت عارش على أهلش ما الزوج ما له عنيه" هذا إذا لم يقتلها, أو يعتدي عليها, وأجزم أنه لا يمكن أن يعيدها حتى وإن ظهرت براءتها. ويا محبي النبي صلوا عليه.
أحلام القبيلي
النبي زوجاً 1228