في إحدى الغزوات أقبل نفر من الصحابة الكرام على النبي- صلى الله عليه وسلم- وقالوا له: فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال النبي: ( كلا إني رأيته في النار في بُردة غلها، أو عباءة).. ودعونا نتوقف عند هذا الموقف قليلاً لنستلهم منه بعض الدروس.. هل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مش وقته، احنا في معركة وأمامنا عدو يجب أن نركز اهتمامنا على القضاء عليه).. هل قال: ( اكتموا خبره ولا تشقوا الصف، وحتى لا يفرح العدو بذلك ويشوه سمعة مقاتلينا). أبداً لم يقل ذلك هو القائد الملهم المؤيد بالوحي من السماء كان النبي- صلوات ربي عليه- يعالج الأخطاء أولاً بأول خصوصاً إذا كانت أخطاء تخص عامة الناس، وتمس مصالحهم، لم يتستر على جُرم أحد، ولم يحابي أو يجامل أحداً.. وهو القائل: (وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).. فما بال أقوام يقال لهم: (يا جماعة بيننا من يسرق وينهب ويعتدي ويقتل) وتقولوا: (لا تشقوا الصف، مش وقته).. (نحن في معركة وحرب وأمامنا عدو إذا تخلصنا منه بانسد احنا وياهم).. (وفلان محسوب على الثورة، وفلان محسوب على الجيش الوطني، وفلان محسوب على المقاومة).. وما الفرق بين هذا المجرم الذي يقف في صفنا والعدو الذي نقف في وجهه.. إنكم بهذا التصرف تصنعون أعداءً جُدد سيكونوا أشد خطراً من العدو الذي تحاربونه، ولن نستطيع التخلص منهم بسهولة.. لأنهم يلبسون ثياب الطُهر ويمارسون بها العُهر، فلنقل للمصيب أصبت وللمخطئ أخطأت أياً كان انتمائه أو مذهبه أو حزبه أو منطقتة، ولنكن منصفين كما قال الله تعالى (ولا يجرمنكم شنئان قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).. ولا تدفعنكم محبة قومٍ أو مناصرتهم على التستر على جرائمهم وتجاوز منكراتهم.. (نسخة مع التحية لأمن تعز العز.)
أحلام القبيلي
هل قال النبي لا تشقوا الصف 1171