لست من المحرضين على خيار الحرب ضد نهج الحوار والسلام، فالشرعية وأنا واحد من منظومتها المتشكلة من ألوان وأطياف مختلفة ومتعددة التي كانت ملتقية ومحتلقة حول طاولة الحوار الوطني حتى قبل لحظات المخاض الأخيرة للمولود الوطني اليمني الجديد وقبل إجراء عملية إجهاضه مع سبق وإصرار المناهضين لولادته سليم العقل والروح والبدن.. والذين يغيرهم نسبه وانتماؤه، فهذه المنظومة كلنا جميعا نهجنا الحوار ومبدأنا السلام. وعليه أثبت الواقع والتجارب ولا مجال للشك لأيٍ كان في الداخل والخارج أن الحوثي يسير على الخط الساخن الملتهب المشتعل بالنار والدماء وباتجاه معاكس لخط نهج السلام. ولذلك معه مستحيل السلام، فمن له شرعية وقضية يشد أحزمه ويلجم خيله ويعقل نفسه من الانفلات لا ينتظر أحداً ياأي يسلمه قضيته ويمنحه حقه المشروع وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. إنه مبدأ سماوي ومتفق عليه بكل الأديان وإنساني بالدرجة الأولى، فمعركة الدفاع عن الذات والهوية والثورة والجمهورية صارت ملزمة وموجبة.. إنها معركة نكون أو لا نكون.. ولتتقدم زحفنا راية الشمس وتحت لواء ثورة الـ26 سبتمبر والـ 14 أكتوبر (فالجمهورية والدولة أوالموت).. فعلينا أن نجمع كلما لدينا من أموال عينية ومالية وما نستطيع عليه من قوة ولنقتدي بالرسول وصحابته من الإيثار بالمال والنفس وعثمان خير مثال، من موّل جيش العسرة من ماله الخاص ولا ننتظر ما يأتينا من الآخرين، بالذات هذه المعركة، لنسطر ملحمة الإنذار الأول والأخير لعصابة الانقلاب على نظام الشرعية الدستورية بقوة السلاح.. وتسليم اليمن بكل مقدراته الوطنية وسيادة أراضيه وكرامة إنسانه لعدو اليمن والعرب التاريخي إيران فارس من تطالبنا بالثأر لمعركة ذي قار وكربلاء في يوم دعوا فيه الحسين للخروج عن بن زياد.. منهم من توارى ومنهم من اختفى.. هؤلاء لا يوفون بوعد ولا يرعون عهداً، فخذلوه وكانوا سبب هزيمته وسفك دمه الطاهر.. إذن فمعركتنا اليوم معركة وجود ومصير ونحن وليس غيرنا من ينتظر شعبنا استعادة دولته وحريته وإنقاذ كرامته من الامتهان وآدميته من الانتقاص، إنها معركة تحدد من نحن وما هو هدفنا.. وترسم أول علامة للنصر (من بيت مران أرحب ورأس نقيل بن غيلان ومعسكر سامة وجبل اللسي ذمار والجبل الأسود سفيان، معسكر العمالقة مفتاح عمران ورفع العلم في مران والعاصمة صعدة وميناء الحديدة وباجل وحتى باب الناقة نقيل مناخة. وبعث المقاومة بطوق صنعاء وأن جرس الإنذار الحقيقي والمرعب رأس نقيل بن غيلان.. وأي طرف ينتظر من الآخرين لتسليمهم قضيته أو يواصل نهج المبررات وتخليص نفسه من المسؤولية الوطنية ما عليه إلا القبول بمبدأ المصالحة والحل تحت البند السابع خارج القرار 2216 ومن نصح وأنذر فقد أعذر.
العميد ركن/ محمد جسار
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً !!! 1004