واليوم سنعيش مع وصف النبي- صلى الله عليه وسلم- لنعرفه أكثر ونحبه أكثر، ولنعلم أن الله تعالى قد جمع له بين حسن الخَلق وحسن الخُلق وعراقة النسب وطيب الأصل.. أحسن منك لم تر قط عيني * * * وخير منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب * * * كأنك قد خلقت كما تشاء ولكن ما فائدة معرفة وصف النبي صلى الله عليه وسلم؟ أقول لكم إن هذا الأمر غاية في الأهمية ولابد أن يعرفه كل مسلم بل كل إنسان فإنك إذا لم تكن تحمل له صورة معينة في عقلك يستطيع أي شخص أن يرسم له الصورة التي يريدها فتنطبع بسهولة، فإذا عرفت صفته علمت زيف الرسومات المسيئة للحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم.. يقول الأستاذ/ محمد جلال القصاص: جلست يوماً مع نصراني- في إحدى دول الخليج العربي- وسألته كيف تتصور النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، فأشار إلى أعرابي عجوز مؤتزر.. رث الثياب منحني الظهر... أسمر اللون... أغبر الشعر.. وقال: كهذا ولا تغضب. وفي صورهم التي نشروها صوروا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- بصورة قريبة من هذا. وما هكذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- فقد كان كل الكمال وجملة الجمال بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. تالله ما حملت أنثى ولا وضعت * * * مثل النبي رسول الأمة الهادي والسبب الآخر أن البعض يدعي أو يعتقد جهلاً أنه رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- في المنام، يحذره أو ينصحه، أو يأمره، أو ينهاه، أو غير ذلك.. ومن أعجب وأغرب ما سمعت أن أحدهم قتل صديقه ولما سئل عن السبب قال إنه رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- في المنام وأمره بقتل صديقه؟؟ طبعاً إن قلت لصاحبة هذه القصة التي صدقت ما قاله هذا المخرف "إنما رأى شيطاناً" قالت: الشيطان لا يتلبس بصورة النبي. قلت لها: وما أدراك أنه رأى صورة النبي- صلى الله عليه وسلم. ثانياً: النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يأمر بالفحشاء والمنكر. وأخرى زعمت أنها رأت النبي- صلى الله عليه وسلم- في المنام وقبلها بين عينيها. قلت لها: ذاك شيطان، فالرسول لا يمس امرأة لا تحل له أبداً. وكل من يعتقد أنه رأى الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول لك رأيته " لابس ابيض في ابيض ولحيته طويلة".. فإذا علمت وصف النبي- صلى الله عليه وسلم- تستطيع أن تعرف أن من رأيته الرسول أم لا؟ فإذا ما رأيته في المنام مطابقاً لوصف النبي- صلى الله عليه وسلم- فقد رأيته حقاً لأن الشيطان لا يتمثل بت، ولهذا قال الحبيب صلوا عليه": مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي". وصف النبي المصطفى: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بيض شديد البياض، يقولون: أزهر، والأزهر هو الذي لا يشوب بياضه شيء، إذا ضحك أو غضب يظهر له عرق في جبينه. واسع العينين... شديد سوادهما، أكحل، مقرون الحاجبين. واسع الجبهة. مستقيم الأنف، إذا رأيته من بعيد قلت أشنب - أي مرفوع الأنف- وما هو بأشنب. أمسح الصدخين، في وجهه تدوير. طويل العنق.. أبيضها كأنها الفضة. شعره مرسل، إذا مشطة بيده يمتشط، يصل شعره إلى شحمة أذنيه من الجانبين، وإلى كتفه من الخلف، يفرقه من وسطه، شديد سواد الشعر. ولحيته كثيفة سوداء تصل إلى صدره، ليس بالطويل، ولا بالقصير، قليل اللحم، أمسح الصدر... واسع ما بين المنكبين. طويل عظم الساق والرجلين، عظيم الكفين والقدمين، لين الكف طيب الرائحة. صلى الله عليه وسلم. رأته أعرابية عجوز في الصحراء وهو مطارد تتبعه قريش ومن معها يوم الهجرة، فقالت في وصفه، وهي لا تعرفه، أبهى الناس وأجملهم من بعيد، وأحسنهم من قريب غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً. يقول البراء بن عازب- رضي الله عنه- رأيته في حلّة حمراء فما رأيت شيئاً أحسن منه- صلى الله عليه وسلم- بل إن مجرد رؤيته كانت سبباً كافياً لدخول عبدالله بن سلام رضي الله عنه في الإسلام واسمع له يقول: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استثبتُّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب.. ويا محبي النبي تابعونا وصلوا على هادينا المصطفى طه نبينا هو خير العالمين
أحلام القبيلي
وصف النبي المصطفى 1507