نحن آمنا بك عندما جئت الينا مهاجراً وحينها كنت محمد رسول الله وليس محمد ابن عبدالله، نعم نؤمن ونحتفي بمحمد رسول الله ولذا يوم بعثتك هي اليوم المشهود وليس يوم مولدك الذي لم يدونه التاريخ بالساعة والزمن كما دون تاريخ وفاتك وتاريخ بعثتك. هل تدري يا رسول الله محمد أن ثمة أدعياء يحتفلون بتاريخ 12ربيع الأول على أنه يوم مولدك وهم يفعلون ذلك لهدم رسالتك وأخلاقك كما هدموها بحروبهم المتوالية وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان وتدميرهم للأوطان وقتلهم للأبرياء. من يصدق أن مليشيات الحوثي تحتفل بالنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- إكراماً له ولرسالته فهو سخيف وعقيم ولا يحمل في رأسه إلا تنجرة. من يعتقد أن الهاشمية السياسية الكهنوتية تحتفي بمحمد الرسول فهو واهم وأهبل، لاحظوا ذلك حين يرددون محمد ابن عبدالله ابن هاشم في عصبية وسلالية مقيته ومحاولة سلبه عن عالمية رسالته. إن عادت بنا ساعة الزمان للوراء وتأكد لي تاريخ مولد محمد ابن عبدالله صاحب الأخلاق الفاضلة حينها كذلك لن احتفل الا في تلك اليوم الذي بعثه الله فيها للأميين يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. هي اليوم المشهود والتحول الفعلي في تاريخ الأمة، وهي البداية الفعلية لإسقاط حكم كهنوت قريش وادعاء السيادة وأحقيه الحكم وإنهاء كرامة السادة على العبيد. لا أعتقد أنه يخالفني أحد إن قلت إن قريش التي فتكت بكل من آمن بمحمد وصدقة لم تؤمن به حتى اللحظة وكانت ترجئ ذلك لأنه يشكل خطراً على حكمهم ومساواتهم بالعبيد في تعنت وكبر يفوق إبليس حين قال أنا خير منه خلقتني من نار، ولذا عندما جاء فاتح لمكة أذعنوا لمحمد الرئيس محمد الحاكم وليس محمد الرسول ولذا قالوا أخ كريم وابن أخ كريم. لماذا لم يؤمنوا به وهو ذاك الكريم ابن أخوهم الكريم حينما كان في قريش يدعوهم للرسالة الجديدة لدين الإسلام واعترضوا طريقه آنذاك ولماذا افتعلوا الازمات بعد موته صلى الله عليه وسلم سيكشف هذا جليا أيضاً نقمتهم المتوالية على الأوس والخزرج "الأنصار" الذي ناصروه في ساعة العسرة وهم لا يزالون يحملون عليه ويعترضون طريق نشر رسالته ويعدون الجيوش لمواجهتها. كيف لنا نحن اليمنيون أحفاد الأوس والخزرج أن نصدق احتفال الإماميون وهم يسفكون دمائنا ويستبيحون أعراضنا وينتهكون سيادتنا.. كيف يمكننا فعل ذلك وهم يجلبون لحضارة سبأ وحمير الدمار منذ 1200عام؟ كيف لنا أن نصدق زعمهم وهم ينهبون خيرات أرضنا ويحللونها بذلك في معتقداتهم ومناهجهم ويدينون بها؟ كيف نفعل ذلك وهم الذين يشوهون رسالة محمد ويحصرون أحقيه الحكم في أقربائه وهو الذي رفضها عن نفسه وخلدها "إن أنا إلا بشر مثلكم" والفرق عنا أنه يوحى إليه عليه الصلاة والسلام، ولذا عندما أدركها الصحابة نصبوا أبابكر خليفة وليس ابن عمه علي بن ابي طالب. لم تنطلي علينا كذبة الإمامة ولذا قررنا مواجهتها منذ مجيء يحيى الرسّي وحتى الآن لأننا آمنا بمحمد الرسول وآمنوا بمحمد ابن عبدالله الحاكم وتمسكنا بمنهجه ورسالة الإسلام بعد موته بينما هم لهثوا وراء الحكم واتخذوا من قرابته زوراً وبهتانا ووسيلة لاستلاب الحكم والقضاء على رسالته ونهجه في محرابه كل أدعياء أحقية الحاكمية والعودة بنا لأخلاق ونهج قريش في عبادة اصنامهم الوثنية كعبدالملك الحوثي وعبدالله ابن الحمزة و يحيى حميد الدين. ولذا وجد أعداء الحضارة الإسلامية فرصة لدعم هؤلاء ليواصلوا مشوار تشويههم لرسالة الإسلام كما يدعموا داعش وتنظيم القاعدة وكل جماعة تدعي انتمائها للإسلام ويسلكون طريق تشويه الإسلام وحضارته وفكرته التي واجهوها كفكرة وعندما هزمتهم وسلبت عنهم قومهم حاولوا محاربة الفكرة بالسيف وعندما هزموا صدروها في تاريخنا على أنها غزوات وليس دفاع عن النفس والفكرة كما وجههم القرآن "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه مثلما اعتدى عليكم" عليك الصلاة والسلام يا محمد رسول الله، نم بسلام لروحك السلام والمحبة فلن يستطيعوا فعل ذلك ما دامت أرواحنا تصلي عليك وتلهج بذكرك وتنهج رسالتك فكما وقفت صلباً أمام أدعائهم للسيادة فلن يجدوا منا عبيداً لأن رسالتك التي جاءت ونحن أحرار لا تزال تساند حرية الإنسان وتحترم كل من يعتقد غيرها ولم ينتهك أدبيات التعايش ونشر فكرته بسلام. لروحك يا نبينا ألف صلاة وسلام مني أنا مواطن يمني من أرض قحطان التي آمنت بك وصدقتك وناصرتك كما ناصرت وصدقت الرسالات من قبلك الزبور والتوراة والإنجيل لأنها رسالات ارتبطت بالإسلام الذي عزز ثقافة حضارتنا السبئية وأسلمنا مع سليمان لله رب العالمين بعد أن كنا نعبد الشمس وصنعنا لها معبداً تلك الألهة التي عرفت نبيك إبراهيم بك وقادته وقومه إليك وهنا يتضح الفرق الكبير بين من كان يعبد الأصنام أو النار صنعة أيديهم ويعبد الشمس صنعة يد الله رب العالمين.
فائد دحان
الحوثيون وذكرى مولد الرسول 887