شعور عام يشوبه توجس عام لغلبة اليأس المتراكم مع تراتب واضح خلفته مسيرة الحوثي من نقض متواصل للوعود والعهود والمواثيق المليئة بالمكر والخداع.. إنه سلام مابين نقطة من الفشل والنجاح فإذا سلمنا مجازاً بأن هذه المشاورة القادمة بالسويد سيحالفها الحظ من النجاح وهذا ما نتمناه لأنا نريد السلام والأمان ولكن إذا أغفلت مشاورة السلام...أحد أسس انطلاق السلام (مبادرة الخليج واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرار 2216 ) أي اجتزائها كيف سيستقيم السلام دون أحد أركانه ولاسيما القرار 2216 أو أحد بنود مخرجات الحوار وكيف نضمن استمرار نجاحه وأنه أكيد إذا ما فقد السلام المأمول أحد أسسه لن يكون مجرد سلام منقوص لم تكتمل فترة ولادته ويأتينا بمولود مشوه فقط بل سيولد ميتاً... وتنتقل مسارح سير الحرب من بعض حدود المحافظات والساحل إلى العاصمة صنعاء بالأحياء والحارات وإلى القرى والعزل... بدون مدفعية وبدون طيران الكلاشنكوف سيد الموقف وستحل صنعاء بالكاميرا والفديوهات محل بيروت...هذا ليس تشاؤماً بل المعطيات تقول هكذا.. فأي سلام يبنى على عدم تسليم السلاح بأنواعه وتسليم الدولة بمؤسساتها وخروج المليشيات من صنعاء أولا وكل محافظة بأيديهم إلى معسكرات محددة سلفاً مستحيل ينال هذا اللقاء أي أمل بالنجاح بل تتغير المعركة من شكلها الحالي إلى شكل آخر أكثر فتكاً وأكثر دموية، فالحوثي صاحب نهج دموي ومعتقد فكري لا حق لأي كان في الأمر والقرار المعطى له دينياً وخصه وحده بذلك رب السماء في وقت يمتلك ترسانة سلاح من البندقية إلى الصاروخ طويل المدى سلاحه يفوق سلاح حزب الله لبنان ولكن أتمنى بأن راعي السلام بين أطراف النزاع اليمني يعي ما عواقب قيام السلام باليمن الناقص أحد أسسه آنفة الذكر.. فالحوثي لم يقبل مشاركة حليفه ومن كان له الفضل بوصوله عمران وصنعاء وسلمه كل وسائل القوة العسكرية والأمنية التي جمعها من 33 سنة وحتى لحظة دخوله دار الرئاسة وهو متابط الشر وصار القرار بيده واليمن تحت سلطانه ومع ذلك رفض رفضا قاطعا أن يكون هذا الشريك وهو المؤتمر الشعبي العام وزعيمه المنتهي سحلاً وهو الرقم الأخير رفاق صالح الزعيم ممن حكم عليهم بالموت رميا بالرصاص فكيف سيقبل شراكة مع خصومه.. كلام لا يقبله العقل..
العميد ركن/ محمد جسار
السلام الأمل... 861