ما حدث في عمارة "عبدالنبي" في شارع الخمسين، قادمٌ من تراث تنظيم داعش.. أذكر أن المليشيا خاضت معارك ضد متشددين في أبين.. تمكنوا من قتل العشرات من مسلحي الحوثي في عملية واحدة كان ذلك في لودر، ظن الحوثيون أنهم تمكنوا من دحر قرنائهم في الطرف الآخر.. غنيمتهم يومها كان معرض سيارات جميعها شاصات النوع المفضل لهم، فغروا أشداقهم بأن ذلك رسالة من الله وإذن منه بتمكينهم. تداعى العشرات لمشاهدة واستلام الفتح الرباني، بمجرد فتح أبواب السيارات تحولوا لشظايا ولحم مفروم. أذكر التفاصيل الدقيقة للواقعة من لسان شاب كان شاهد عيان، كون شرفة منزله تمكنه من رؤية المشهد كاملاً. استنسخ الحوثيون تفاصيل التفجير وطرقه وخصصوا فرقاً تحترف تفخيخ وتدمير كل شيء. جميعنا نتذكر جرائمهم في الدريهمي، قتلوا وبتروا أطراف العشرات، ومازال هناك المئات ممن المفقودين ليتمكنوا من طرد أكثر من ثلاثين ألف إنسان، ليحيطوا أنفسهم بمئات المنازل المفخخة. دمروا كل حياة في تلك المدينة... كل ذلك لتبقى لهم السيطرة على بقايا مدينة. أجبروا المئات من أهالي الأحياء على النزوح، مثل ما حدث في أحياء الربصة والمنازل القريبة من جامعة الحديدة حتى السجن المركزي. يفعلون ذلك في حي 7 يوليو الآن، ومثله في باقي الأحياء.. وسيلحقه حي الشهداء..... وغيره. من يصدق أن حديقة حديدة لاند تم تفخيخها أيضاً مثلها المساحة المحيطة بمقابر الشهداء المصريين. تلك حقائق لا جدال فيها. الحوثيون لأجل الولاية مستعدون أن يقتلوا أي أعداد ولو مئات الآلاف.. ليفخخوا كل منزل.. كل ذلك ليحكموا هم.. هم لا غير. أنت تقطن في منطقة يسيطر عليها الحوثيون، أمامك خياران: إما أن تقاتل معهم، ورغم ذلك ستجد أن فوهات بنادقهم موجهة لظهرك لأنهم يعرفون أنك مجبر على فعل ذلك، وبالتالي أنت خائن، وتستحق الموت. وإذا رفضت أن تكون تقاتل توقع أن بيتك سيستهدف بقذيفة أو أن لغماً زرعوه قرب حيك سيقتلك أو أياً من أسرتك.. لأنك أيضا أنت في نظرهم خائن. لأجل الولاية والنصر والتمكين يجب أن يُقتل كل من يحيط بهم. لأجل الولاية والنصر والتمكين يجب أن يُدمر ويحرق كل شيء. لأجله كان التفخيخ والألغام إحدى الطرق المستنسخة من التنظيمات الإرهابية والتي تم تطويرها. هذا هو الحوثي بنسخة داعش المحدثة.
مجاهد القب
كيف تستطيع التعايش مع قاتل..! 824