عن ضرورة تهذيب التاريخ الإسلامي.. .. لقد رأينا -في الآونة الأخيرة- بعض الشباب الذين لا دربة لهم في العلم القومي، ينسبون "الثورية والمقاومة" و"الفداء والاستشهاد" إلى بعض المذاهب الهامشية، ويحجبون كل ذلك –بزعمهم- عن أهل السنة والجماعة الذين يكونون 90% من تعداد هذه الأمة. ولذلك فإن تهذيب تراثنا التاريخي مطلوب منه أن يبرز الحقائق التي تقول: - إن أهل السنة والجماعة هم الذين أقاموا الدين وأسسوا الدولة، وفتحوا الفتوحات التي أزالت قوى الهيمنة –الرومانية والفارسية- التي قهرت الشرق عشرة قرون قبل ظهور الإسلام. - وإن دول أهل السنة والجماعة – وجماهيرهم- هم الذين قهروا الحملات الصليبية، التي دامت قرنين من الزمان"489 - 680هـ 1096- 1291م" والتي جاءت لإعادة اختطاف الشرق من التحرير الإسلامي.. والتي تسللت – يومئذ- من الثغرات التي سببتها الدولة الفاطمية الشيعية بعقائدها الباطنية الضالة، وبغربتها عن جمهور الأمة.. - وأهل السنة والجماعة –أيضاً- هم الذين كسروا شوكة الغزوة التترية، التي هددت وجود الأمة والإسلام.. بل وهم الذين أدخلوا التتار في الإسلام.. على حين كانت هذه المذاهب الهامشية –التي يظن بعض الجهلاء أنها هي الثورية والمقاومة- هي التي فتحت –بالخيانة- أبواب بغداد أمام "هولاكو" (1217-1265م) القديم.. كما فتحت أبوابها أمام هولاكو القرن الواحد والعشرين.. كذلك، كان أهل السنة والجماعة هم الذين قادوا حركات التحرر الوطني ضد الغزوة الاستعمارية الغربية الحديثة على امتداد عالم الإسلام.. بينما سقطت "طوائف" ف شباك الغواية الأجنبية والاستعمارية في كثير من منعطفات ذلك التاريخ.. وهكذا فإن "الوعي" بالتاريخ.. وليس فق "قراءة" التاريخ، هو الكفيل بتهذيب هذا التراث التاريخي، على النحو الذي يعيد التوازن إلى المذاهب والتيارات الفكرية التي صنعت أمجاد هذا التاريخ، الذي هو مكون أساسي من مكونات هوية هذه الأمة، ومعلم من معالم الانتماء والولاء لحضارة الإسلام.. أ. د محمد عمارة.. معالم التجديد للفكر والخطاب الإسلامي"1" ص "28-29".
د. محمد عمارة
عن ضرورة تهذيب التاريخ الإسلامي.. 817