حر بشرط: كل إنسان حر في ما يحب وما يكره وما يفعل وما يقول، ما لم يعتد على الآخرين أو يسيء إليهم ومادام يعبر عن رأيه بكل أدب، ومن الواجب أن يكون هناك احترام متبادل، وأن لا نكون ديكتاتوريين، فنفرض آرائنا على الآخرين. ومن الملاحظ في الواقع المعاش أنه لا يوجد احترام للرأي المخالف أبداً مهما تشدقنا بذلك، إلا أن البعض يصرح والآخر يلمح. وما يحدث الآن على مستوى الساحة اليمنية أو العربية من فرقة واختلاف وحقد وغل وكراهية وخصومه سببها الرئيسي عدم احترام الرأي الآخر، فضلاً عن تقبله. فالكثير يعتقد أن اختلافي معك يعني كراهيتي لك، وأنني لا أستطيع أن أقوم بدور المعارض إلا إذا أمتلأ قلبي حقداً وغلاً، مع العلم أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يحب الخير حتى لليهود والنصارى، وأنه بكى عندما مرت جنازة يهودي وقال نفس لم تنقذ بي من النار. الخصومات تملأ البيوت والشوارع والمكاتب والمدارس، الابن مع أبيه والجار مع جاره والصديق مع صديقه.. كل ذلك بسبب الاختلاف في الرأي ومع هذا نطالب بالديمقراطية، ونشكو من الديكتاتورية ونحن أول من يمارسها. ضدكم ومعكم: لابد أن نتعلم الإنصاف والعدل مع من نحب ومع من نكره.. ولذلك حث النبي- صلى الله عليه وسلم-" على العدل والإنصاف في الغضب والرضا". فأنا ضد من يحاول تشويه سمعة المشائخ والعلماء والدعاة والملتزمين " لحاجة في نفس يعقوب قضاها".. لأن ذلك تشويه اعتداء على الدين بأكمله.. وأنا ضد من يتهم الشرفاء والمناضلين بالخيانة والعمالة والتنقيب عن أخطائهم ونشر عيوبهم. وأنا ضد من يصف الإصلاحيين بالإرهاب، فمنهم المشائخ والعلماء والدعاة وأصحاب الخير الذين لا نستطيع أن ننكر أفضالهم وصالح أعمالهم وضد من يتهم المؤتمرين بالفساد وفيهم المناضلون والشرفاء وأصحاب الأيادي البيضاء وكذلك باقي الأحزاب لكل منها رصيد من الخير والشر، فلماذا نعمم؟؟ لماذا لا نقول للفاسد فاسد في عينه ولا نشرك معه أهله وعشيرته وحزبه "ولا تزروا وازرة وزر أخرى"، لماذا لا نكون منصفين؟. كونوا منصفين: وقد عصى إبليس ربنا جل وعلا في الجنة وارتكب سيدنا آدم عليه السلام معصيته في الجنة، فهل يدعونا هذا إلى ذم الجنة وإنها مكان يرتكب فيها المعاصي.ز والله سبحانه وتعالى يعلمنا العدل وأمرنا به حتى مع الكفرة والملحدين، العدل في كل شيء، وقد أخر عذاب فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى أربعين سنة بعد أن دعا عليه موسى عليه السلام لأنه كان باراً بأمه.. حتى أن من مات على الكفر وله أخلاق حسنة وقلب رحيم يدخل النار ولكن له عذابا دون عذاب الكفرة سيئي الخلق وقساة القلوب. وأبو لهب يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين لأنه فرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وأعتق الجارية التي بشرته.
أحلام القبيلي
كلمات لابد منها 1149