ليس موضوعاً تافهاً ولا هامشياً ولا تقولوا (مش وقته).. فكم مُزقت من أواصر، وكم دُمرت من أسر. بل وكم ارتكبت بسبب هذا الموضوع من جرائم. إنها مشاكل الصغار التي يتدخل فيها الكبار فتصبح الصغيرة كبيرة ويصبح الكبار صغار. فإذا اختلف طفلان على كُرة مثلاً أو قطعة شوكلاته أو على أي شيء تافه كما هي عادتهم وتشاجرا وتعاركا. هجر الأخ أخاه. والجار جاره. ويسوئني جدا تصرف الكثير من الآباء مع أبنائهم.. فتجد الأم تعرف ولدها جيداً أنه مؤذي أو يتقن الكذب والنميمة ويختلق الأحاديث والقصص والأخبار أو يعشق المشاكل والشجار ومع هذا تتفاعل مع شكواه الكاذبة وتصدق قصصه المختلقة وتتغافل عن حبه للأذى والأذية وتتدخل بشكل عنيف فتمد يدها لتضرب الولد الآخر، أو تذهب لمصارعة والدته.. وقد تتطور المشكلة وتصل إلى الرجال وتعرفون أن للرجال عقول تتحكم فيها النساء، وقد سمعنا عن حوادث قتل كان سببها مشاكل الصغار.. فيا أخي يا أختي: أولاً: كل الجُهال يتضاربوا (ومش إن ولدك ضرب ولدي أوفيتني وأرضيتني وإن ولدي ضرب ولدك كل الجُهال يتضاربوا). ثانياً: أنت تعرف ولدك وتعرف سلوكياته فلا تتفاعل معه حتى تتأكد.. لي أخت- حفظها الله تعالى- متميزة في جانب لم أره في كثييييير من النساء.. أختي هذه لديها ولد مشاغب ومشاكس و(ولا يخلي لحد حاله)، وأحيانا يدخل على أمه والدماء تسيل من وجهه أو من رأسه ومع هذا لا تتفاعل مع شكواه وبكائه.. وعندما يقول لها: فلان ضربني تقول له: (قلي أيش فعلت؟).. لله درها من أم.. ثالثا: أود توضيح نقطة مهمة وهي قول البعض واعتقادهم بهذا القول:( الجاهل ما يكذبش) ولهذا يصدقون كل ما يقول.. والصحيح يا أعزائي أن الطفل يكذب ويخترع ويؤلف كذلك، خصوصاً إذا وجد تفاعل من أمه وأبيه. الطفل لا يكذب في مشاعره فقط فلا يدعي إنه يحب فلان وهو يكرهه ولا يقول إنه يكره فلان وهو يحبه.
أحلام القبيلي
كل الجُهال يتضاربوا 1147