إنهن موجودات بالفعل.. نساء غواصات ونساء يعملن في صيد الأسماك، وتعد هذه المهنة سهلة جداً لهن فقد أصبحن يجدن التعامل مع القارب والشبك ويفهمن حالة الطقس ومسار فوج الأسماك طوال العام. إنها المرأة في رأس العارة تقف على القارب وتمارس مهنة الصيد وسحب الشبك ونقل السمك خارج القارب ومن ثم بيعه في سوق خصص لذلك على حافة الساحل المجاور. نساء قويات لا يخشين الموج وتعايشن مع البحر وأصبحت حياتهن مرتبطة بحسابات المد والجز ومواسم الصيد. إنهن يغصن في أعماق البحر ليكتشفن كنوزه ويخرجنا بدرره دون قلق من غدر البحر وموجه أو خوف من ظلماته. يتحدثن عن الأسماك والصيد بلغة المحترف في مهنة صعبة بل تكاد تكون ذكورية، لكنهن اقتحمن البحر، وأصبحن يفهمن حيوات ما تحت الماء. على الجانب الآخر من البحر جبوتي، يقول الأهالي إنهم يشاهدون ليلاً أضواء المدينة هناك، وهذا ما جعل من هذه المنطقة مركزاً هاماً كان قد ذكره صالح بداية تحالفه المعلن مع الحوثيين عندما قال بأنه المنفذ الوحيد لخصومه للهروب بحراً نحو جبوتي. يوجد مخيمات لنازحي مدينة الحديدة قال البعض بأنهم هُجروا من منازلهم لأن التحالف العربي عبر قواته المشتركة في الساحل الغربي سيطر على مناطقهم وأقام عليها معسكره، وهناك على التل المرتفع بالقرب من الساحل مخيم كبير تحت إدارة المنظمات الدولية، خصص للاجئين القادمين من خلف البحر، حيث الحدود الإفريقية المجاورة، والذين في الأغلب يتخذون من اليمن محطة عبور للدول الأخرى. جاءت هذه الزيارة لرأس العارة في محافظة لحج ضمن مشروع التمكين الاقتصادي للنساء الذي تنفذه مؤسسة أكون في هذه المناطق النائية التي تعاني الكثير من المشاكل وكأنها خارج حسابات الدولة رغم مكانها الإستراتيجي. أعود للحديث عن النساء اللواتي يتحكمن بحركة السوق وهن بورصتهِ، قالت أحداهن أنها تعمل في السوق من وقت مبكر جداً كل صباح وتعود عندما تنفذ منها كمية الأسماك التي بحوزتها، وتضيف بأنها قوية لإنها تمتلك المال الذي يصنع لها مكانة في مجتمعها ويجعل رواد السوق يحترمونها ولا يقدمون على تصرف قد يزعجها، وتقول اخرى أنها عندما اختارت مهنة الصيد كانت تعرف أنها الأفضل في بيئتها لإن البحر مفتوح للجميع وعليها أن تستغل هذا في الحصول ع مصدر دخل مضمون ومستمر. تمارس أغلب النساء المعيلات لأسرهن في رأس العارة مهنة الصيد في البحر أو التجارة بالأسماك على الساحل فهي من وجهة نظرهن "الاعتماد على البحر"..
وداد البدوي
غواصات في اليمن..! 867