;
محمد المقبلي
محمد المقبلي

عرفته بجوار الكشك 1022

2018-09-27 07:11:42

عندما كنت أهيم في أكشاك الصحف في شارع الدائري أبحث عن مجلة اسمها "الإكليل" توقفت مطلع 2006 وهي تختلف عن الإكليل الموسوعة للعلم اليماني الشهير أبو الحسن الهمداني وصل بي المطاف إلى كشك بجوار جامع الجامعة كان اسم صاحب الكشك محمد النعماني وقد أصبح صديقاً عزيزاً لي فيما بعد. سألته هل لديك نسخ قديمة من مجلة الإكليل، كنت أبحث عن موضوع معين .. كان بجانب الكشك شخص نحيل الجسد يرتدي شميز نصف كم لونه بني له عينان غائرتان تقترب من ملامح عيون الشاعر الشهير أمل دنقل. اقترب مني وقال لي أي نسخة تريد من مجلة الإكليل، شرحت له أني أبحث عن نسخة تحدثت عن الفلسفة في الحضارة اليمنية القديمة وأشارت لكتاب مهم ومفقود لابي الحسن الهمداني اسمه " سرائر الحكمة" وهو كتاب فلسفي مهم تعرض للإخفاء كما تم إخفاء العديد من الكتب التي هي ضمن موسوعة الإكليل للهمداني ذاته. قالي إن لديه مجموعة نسخ وبإمكاني البحث عن الموضوع، لكن لا تتوفر لديه جميع الأعداد ومن هنا بدأت علاقتي به التي كانت محدودة بحكم ارتباطه بالعمل والتدريس وارتباطي حينها بعمل مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وكان في الغالب خارج صنعاء ولم أَجِد لديه الموضوع الذي كنت أبحث عنه. الدكتور/ عبد الغني علي سعيد- أستاذ الآثار بجامعة صنعاء ورئيس قسم الآثار بالكلية- قبل أن يتم تنحيته لمصلحة المطاع ضمن مسلسل الإحلال السلالي الهاشمي في كافة المرافق والمؤسسات. قصته تحاكي مأساة الحالة الأكاديمية في اليمن حينما بدا وجهه شاحباً من نحو أسبوعين، أثناء تواجده في الجامعة بعد أن توقف عن تعاطي أدوية السكر من نحو شهر ليسدل الستار عن حياة واحد من أبرز علماء اليمن. كان ساخراً من الوضع وانفعالي قليل كان قلبه طيب ونقي لديه مكتب متواضع في قسم الآثار تأثيثه كان حينها متواضعاً كان يتحدث بنبرة لا تخلو من الشحوب وهو النزيه الذي كان بإمكانه عقد صفقة مع أي سائح أميركي أو أوروبي حينما كانت عمليات التنقيب في أوجها وهو الذي وثق العديد من الآثار في العديد من المناطق اليمنية.. وهو الذي صمم رؤية لحياته... نزيه اليد ونزيه الضمير. يقول أحد طلابه الصديق العزيز/ محمد محسن الحقب، إنهم منعوا عنه راتبه من الجامعة وكذلك يفعلون مع معظم الأكاديميين بحجة العجز المالي، على الرغم من أنها تقدر الإيرادات السنوية للجامعة حسب كشوفات موازنات حسابات الايرادات الذاتية للعام 2013 بنحو مليار و486 مليون ريال يمني . بينما لا يتجاوز إجمالي النفقة العامة 770 مليون ريال يمني فقط. يروي محمد بغصة كبيرة حياة الدكتور/ عبد الغني وأتذكر تلك اللحظات التي كان يلح علي الدكتور الالتحاق بقسم الآثار وكان من أحب الأقسام بالنسبة لي كشغف وبحث عن جذور الذات اليمنية إلا أنني حينها قلت له إنني لا أستطيع أن أترك عملي وشرحت له كم أن الزمن قاسٍ ومرير.. أذكر حينها أنه هز رأسه بجوار بوفية كلية الآداب وقال لي بالفعل " الزمن قاسي ومرير". وهو ذات الزمن الذي جعله يلفظ أنفاسه حينما عجز أن يجد قيمة العلاج المنتظم وعدم تمكنه من شراء الأدوية التي كان يستخدمها منذ سنوات وهي أدوية السكر والضغط والكولسترول.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد