مع حضور ذكرى العيد السادس والخمسين لثورة 26 سبتمبر، عمل الحوثيون على تبجيل يوم انقلابهم الأسود 21 سبتمبر 2014 على الدولة اليمنية ونهجها الديمقراطي، ونظموا الكثير من الاحتفالات والمراسيم كإيقاد الشعلة السبتمبرية وعمل العروض الشبابية الكشفية واستغلال سلطاتهم لتنفيذها، وكان واضحاً سعيهم لإقرار وتنفيذ طقوس موازية لاحتفالات وفعاليات ذكرى ثورة 26 سبتمبر. نزول التحديث الجديد للحوثيين - ركزوا على منشورات الحوثيين هذه السنة حول ثورة 26 سبتمبر! نزلوا التحديث الجديد.. بدأوا يكشفون عن قناعتهم الحقيقية! والسؤال: لماذا كانوا خلال الثلاث السنوات السابقة يعملون على الاحتفال بطريقة متساوية بين ذكرى ثورة 26 سبتمبر، ويكررون على مسامعنا أن ذكرى ثورتهم (انقلابهم) 21 سبتمبر استكمال لثورة 26 سبتمبر ويوقدون الشعلة وما إلى ذلك؟ - تساقطت أقنعة الحوثيين، وانتهت مقولاتهم ومحاولات التصرف بلطف تجاه ثورة 26 سبتمبر واعتبارها الثورة الأم، وما أتى بعدها هو مكمل لها ومصحح لأخطائها. لم يكن ما سبق سوى تعليقات لمواطنين أثناء نقاشات تناولت ما تحاول فعله جماعة الحوثيين، من تهميش لفعاليات وممارسات تحتفل بالعيد السادس والخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962م. فمع كل محاولات الحوثيين لتحويل يوم انقلابهم المشئوم ليوم وطني يحتفل به الجميع، فقد كان الفشل نصيبهم والذي ظهر من خلال عدم تفاعل المواطنين في المناطق القابعة تحت سيطرتهم وإحجامهم عن المشاركة بأي شكل من الأشكال، بالرغم من أن وسائل وأدوات الجماعة من ترغيب وتهديد وصلت حد إلزام طلاب وطالبات المدارس وموظفي الجهات الحكومية.. ولم يكتف المواطنون فقط بالإحجام أو عدم التفاعل، بل دارت كل نقاشاتهم وتعليقاتهم للتعبير عن رفضهم لممارسات الجماعة ومحاولات فرض يوم انقلابهم كثورة تمثل الجميع. الحوثيون يهاجمون ذكرى 26 سبتمبر خلال الأيام الأخيرة ما بعد احتفال جماعة الحوثيين بيوم 21 سبتمبر، عمد ناشطو الجماعة إلى تشويه ثورة 26 سبتمبر، فلم تخل وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وتعليقات ناشطيهم في وسائل الإعلام التابعة لهم من منشورات تسيئ لرمزية ثورة 26 سبتمبر، فكثفوا خطاباتهم وتعليقاتهم عن كونها مجرد انقلاب دموي عسكري على الحكم آنذاك (حكم الإمام يحيى حميد الدين وابنه أحمد ومن ثم البدر). ولم يكتفوا فقط بمثل هذه التعليقات، بل تم اعتبار ثورة 26 سبتمبر 1962، مجرد وسيلة للاحتلال المصري وإدارة حرب إقليمية داخل اليمن بين مصر والسعودية، ومع استمرار بين المرتزقة، على حد تعبيرهم، الصراع بين الملكيين (مرتزقة السعودية) بدعم السعودية، والجمهوريين (مرتزقة مصر) بمساندة الجيش المصري. حرب إقليمية في اليمن حولته لحديقة خلفية وواصل ناشطو جماعة الحوثي توسيع خطابهم الهادف لإهانة ثورة 26 سبتمبر، ووسعوا دائرة منشوراتهم بالشرح والتحليل لتشويه دور جمهورية مصر ومساندتها لثورة 26 سبتمبر، ليتناولوا كيف أن مصر مع حاكمها جمال عبدالناصر "الحاكم الدموي الملحد والعميل الاستخباراتي للغرب"، بحسب وصفهم أيضاً، علموا على تسليم اليمن للجمهوريين بعد أن تم انتصارها على السعودية، في ذلك الوقت لم تجد المملكة السعودية أي طريق للسيطرة على الحكم في اليمن إلا بشراء ذمم الانقلابيين (ثوار 26 سبتمبر) واستمرار شراء العملاء من رموز النظام ومشايخ اليمن، حتى استطاعت المملكة السعودية السيطرة الكاملة على القرار اليمني. وأصبحت اليمن فعلا حديقة خلفية للنظام السعودي بلا سيادة ولا قرار. مغالطة لحقائق التاريخ وإنكار منجزات 26 سبتمبر مازالت جماعة الحوثيين عبر ناشطيها تستمر بالمغالطة وتزوير حقائق الوضع الكارثي الذي كانت تعيشه اليمن ما قبل ثورة 26 سبتمبر، فعمدوا إلى الحديث عن الاكتفاء الذاتي الذي كانت تعيشه اليمن أثناء حكم الأئمة وبأنه كان يعمل على تصدير الفائض من الحبوب، وأن اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر تستورد ما يزيد عن نسبة 90% من الغذاء، وبأن من إنجازات انقلاب 26 سبتمبر 1962، على حد تعبيرهم أيضاً، هو وصول نسبة الفقر في اليمن 40%، بعد أن كانت نسبة الفقر منعدمة أثناء حكم أسرة حميد الدين الإمامية.. متناسين مقوله الإمام يحيى حميد الدين المعروفة (أحسنتم بالرأي ولكن ما يكفي الخلق إلا الخالق دعوهم من عاش منهم فهو عتيق ومن مات فهو شهيد)، وذلك في العام 1943م بعد أن اجتاحت فيه اليمن مجاعة كبرى وكان الناس يتساقطون في الطرقات من الجوع، ومات الآلاف من اليمنيين من الجوع والمرض، رغم أن مدافن بيت المال بعموم اليمن كانت ممتلئة بملايين الاقداح من الحبوب، وكان الناس يتوافدون على الإمام يحيى بصنعاء لعلهم يجدون ما يسد رمقهم، واجتمع علماء ووجهاء صنعاء وقدموا عريضة للإمام لرجائه أن يوجه فرن الكدم بمضاعفة الإنتاج بحيث يعطى لكل وافد ومحتاج حبتين من الكدم في اليوم، فكان رد الإمام على ظهر الورقة بتلك المقولة!! أفسد المجتمع وأخلاقياته!! ولم يكتف الحوثيون فقط بالخطابات والمنشورات الإعلامية الساعية لتشويه ثورة 26 سبتمبر وإنجازاتها، بل تحركت فرقهم لعدد كبير من العزل والقرى، لتعقد الاجتماعات واستهداف فكر ومعتقدات المواطنين البسطاء، والحديث عن كيف أن ثورة 26 سبتمبر جعلت من اليمن بلداً بلا دين أو أخلاق، وبأن النظام الجمهوري شجع على الفساد الأخلاقي من خلال خروج المرأة للتعليم وسوق العمل، والاختلاط بالجامعات والوظائف العامة، والسماح للمنظمات الأجنبية بالعمل في اليمن والتبشير بديانة النصارى واليهود، وهو ما أفسد أخلاق المجتمع وأفكاره.. وجعل اليمن بعيداً عن نهج القرآن ومسيرة محمد عليه الصلاة والسلام، وعلي والزهراء رضوان الله عليهما.
نجوى اسماعيل
الحوثي بلا قناع عدو لثورة 26 سبتمبر 778