يذبحني ألم الفراق بغصة لم يحد شفرتها، فذبحني ولم يحسن الذبحة وقتلني ولم يحسن القتلة إنه الفراق الذي أفقد عمر- رضي الله عنه وأرضاه- صوابه وجعله يقول من هول الموقف(من قال محمدا قد مات قطعت عنقه بسيفي هذا). إنه الفراق الذي أجرى الدمع من عيني الحبيب المصطفى- صلوات ربي وسلامه عليه- وهو مهاجر من مكة إلى المدينة وهو يقول: (والله إنك لأحب البقاع إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منك لما خرجت).. إنه الفراق، الشبح الدنيوي الذي أقض المضاجع ومزق الفؤاد وأحرق الأكباد.. الشبح الدنيوي الذي لا وجود له في الجنة، حيث اللقاء الأبدي.. إذا فارقت من تحب تفقد كل الأشياء الجميلة قيمتها وكل ما كان يجلب لك السعادة في قربهم يصبح مصدراً للأحزان في بعدهم حتماً سنعيش وستستمر الحياة، لكن سنعيش حياة بلا روح حياة بلا لون ولا طعم ولا رائحة.. بالفراق تصبح الحياة بلا مذاق والقلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى ولعلنا نلتقي على خير إن لم يكن في الدنيا ففي جنة الرحمن بفضله ومنّه وكرمه، أنا أشهد أنه كل شيء يوجعني.. والقلب من بعده يئن وموجوع ما عاد شي في ذا الوطن يربطني حتى انتمائي له احسه منزوع من بعد ما خلي بها ودعني ذي حبهم في وسط قلبي مزروع
أحلام القبيلي
الوداع المر 1177