نزحت إلى القرية هرباً من جحيم الحرب بين الأخوة الأعداء الله "يهديهم وإلا يشلهم"، فوجدت في القرية عجباً عجاب.. رأيت المرأة هناك تعاني ظلماً كبيراً.. فهي من يقوم بجميع الأعمال منذ طلوع الشمس إلى غروبها،منها أعمال نصنفها نحن أهل المدينة بأعمال الرجال، ومش أي رجال تحديداً من نسميهم بالعامية "الشقاه جمع شاقي".. أعمال تحتاج إلى قوة، وشدة وعضلات.. فهي من يجلب الماء بعبوات كبيرة، تقطع من أجلها المسافات الطوال والخطرة، وهي من يقوم بجمع الحطب وتقطيع الأشجار، وتزرع وتعلف وتسلق وتفقوح وتحصد و تلبج وترعى المواشي، إلى جانب قيامها بأعمال البيت كاملة ورعاية الأبناء.. ولا يراعون حالتها الصحية مطلقاً أيام الحمل والرضاع والرجال.. لا سامحهم ولا غفر لهم يرقدون ويخزنون.. طبعاً وكيل آدم على ذريته، انزعج وقلت في نفسي هذا ظلم لابد أن أحاربه وواقع لازم أغيّره وبدأت أتحدث بين النساء عن ضرورة التغيير وعدم السكوت عن هذا المنكر، ولكني راجعت نفسي سريعاً واستدركت الأمر، وقلت لنفسي تمهلي حتى لا تفعلي بالقرية كما فعل بعض الأشخاص وبعض الأحزاب في الوطن "فتحوا للفتن الأبواب" بدعوى التغيير وخربوها وقعدوا على تلالها.. وتتسببي في خراب البيوت وطلاق النساء، فمعالجة القضايا تحتاج إلى العقل والحكمة، أكثر من العضلات والمواجهةـ فمن الأفضل لهن ولي تعليمهن أمور الدين والأخلاق والمعاملات والذوقيات وكيفية الحوار وطرق الإقناع وكيف يكون للمرأة هدف وكيف تكون كائن مستقل وتأهيلها حتى تصبح قادرة على المطالبة بحقوقها بوسائل تنفعها ولا تضرها. وسلامتكم
أحلام القبيلي
مذكرات نازحة 1332