لم يترك عبدالملك الحوثي باباً يفضي إلى السلام إلا وأوصده. وآخر دليل هو تمنعه من إرسال وفده إلى جنيف لحضور المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، وتراقبها القوى الدولية المعنية بحل الأزمة اليمنية. والواقع أن الحوثي لا يملك قراراً، فهو تابع ذليل لإيران. يأتيه القرار من قاسم سليماني وحسن نصر الله اللذين لا تهمهما مصلحة اليمن واليمنيين، بقدر ما يهمهما أن يغرسا وجوداً إيرانياً في أرض اليمن لاستهداف السعودية والدول الخليجية المتحالفة معها. ولا يريد الحوثي أن يصغي، ولو هنيهة، إلى صوت العقل. وليس لديه أدنى استعداد لتغليب مصلحة وطنه العليا على مصلحته الطائفية الضيقة. وإزاء هذا الانسداد المتعمد يحق للعقلاء من أطراف الأزمة، وحلفائهم، وللمراقبين أن يصلوا إلى الاستنتاج المنطقي الوحيد: حسم النزاع بالحل العسكري. وهو خيار ظلت دول التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، تتحاشاه لما فيه من ثمن باهظ على المدنيين الأبرياء. لكنه إذا تواصل العنت الحوثي الإيراني لن يكون ثمة خيار سواه.. وحينئذ سيدرك الحوثي أنها ستكون نهايته ونهاية المشروع الإيراني الفاشل في اليمن.
رأي عكاظ
العبث الحوثي والحل العسكري 802