يسمونهم النخبة، والنخبة هم الصفوة، وهم قادة الرأي العام والمؤثرون فيه، وهم القدوة.. والمصيبة والطامة الكبرى التي تحُل على رأس المجتمع، عندما تكون نخبتهم هم النكبة.. فالإبداع في حياة بعضهم لا علاقة له بسلوكياتهم وأفعالهم.. تجد الإبداع حاضراً في أعمالهم الأدبية وغائباً في حياتهم اليومية!! هم تماماً كما يقول المثل اليمني: (مثل الديك يؤذن وأرجله بين الوسخ) إذا اشتركت مع بعضهم في مجموعة واتس أو فيس بوك سترى العجب العجاب.. ستصدمك أخلاق لا تمت للثقافة والأدب بصلة لا من قريب ولا من بعيد.. ستنصدم بالألفاظ النابية، والتعليقات البذيئة، والعبارات الفظة، والتعامل الأعوج.. إذا خالفت أحدهم في الرأي الذي يتشدقون باحترامه ويطالبون الآخر بقبوله.. هجم عليك هجوماً غير طبيعي وكأنك عمه زوج أمه أو خالته زوجة أبيه.. وسيدخل شمال في عقلك ودينك وربما منطقتك وأهلك.. وبأسلوب فج يخلو من الدعابة وستفشل فشلاً ذريعاً في الأخذ بيده إلى مربع الأدب وحديقة الذوق والتعايش لأنه سيصر على جرك إلى مستنقع قلة الذوق والعداء والعدوانية.. إذا قلت له: سلمت. رد عليك: جننت؟ وإذا قلت له: احترم رأيك. قال لك: سقطت من نظري. والبعض تجده لفترة من الزمن يتحلى بالاتزان والدين والأخلاق. وفجأة يصدمك بنكتة خليعة، أو قصيدة بذيئة.. هكذا وبدون مقدمات.. همسة: بعض الناس يعزه الله بعلم أو جاه أو منصب أو مكانة اجتماعية ويصر على أن يُذل نفسه بفعل المنكرات!! يرفع الله قدره ويأبى إلا أن يعيش واطياً!!! أنا لا أعمم.. فهناك من يستحق أن يُطلق عليهم نُخبة وصفوة. يتمتعون بالأخلاق الراقية والرفيعة.. والأدب الجم.. فعليهم مني السلام.
أحلام القبيلي
النُخبة أم النكبة 1192