;
فكرية شحرة
فكرية شحرة

تجار السلال 997

2018-08-11 12:51:58

الحرب التي أفرزت لنا فقراً مدقعاً وفوضى أمنية لا توصف؛ ودفعت لنا مئات الجرحى والمعاقين وآلاف القتلى والقبور. وانتجت لنا الأرامل والثكالى واليتامى؛ ودمًرت الحاضر واعتمت المستقبل. كانت بردا وسلاما على آخرين؛ يرون في الحرب وجها مشرقا في حين أننا نكتوي بنيرانها. إنهم تجار الحروب وكم تعددت أصنافهم.. منهم من يتاجر بأرواح الناس ومنهم من يتاجر بقضاياهم ومنهم متاجر بأوجاعهم وفقرهم وهوأقبحهم على الإطلاق إنهم تجار السلال.. حين يلجأ إليهم غريق الحرب والجوع فيزهقون روحه ذلا بجوار جوعه. هذا الصنف الذي اغتنى من جوع الفقراء وحاجتهم يشبه كثيراً دود الجيف الذي يمتلئ جلده بالقذارة فتزداد لزوجة أفعاله وتشمئز لها النفوس. في إحدى الحارات يقوم عاقل الحارة باستثناء أشخاص محددين بحجة أنهم ضد حكومة حزيز ولا يستحقون خيرات الحرب التي قامت بفضل الانقلاب. هذا العاقل كبقية حقراء وليس عقلاء الحارات ينتمون لحزب المؤتمر لكنهم يخدمون سيدهم الجديد بكل إخلاص فيستثنون من يعرفون انتماؤهم جيدا. قالت لي معلمة في أحدى المدارس تعبت وهي تستجدي حقها في السلال التي توزع للمدرسين: _ أتعرفين ما الأشد مرارة وحسرة في القلب من رؤية أطفالك ينقصهم الغذاء ويتوقون إلى ما في أيدي الغير؟ ليس عجزك عن توفير الغذاء لهم؛ بل تفكيرك بالحصول على سلة غذائية وملاحقتها لأيام وفي النهاية تصل إلى يدك سلة فارغة إلا من كيس دقيق قسمة بينك ومدرسة أخرى؛ في حين تختفي بقية مواد السلة في حجرات مغلقة مكدسة من أجل بيعها لصالح عصابات لصوص السلال. وأضافت: في حيّنا يتم تسجيل أسماء النازحين والمعوزين في كشوفات من أجل منحهم سلة إهانة وتعذيب ليس إلا. ناقلات كبيرة تأتي محملة بشتى مواد التغذية تختفي أمام أعين الفقراء لا أحد يدري لمن تذهب. قال أحد الآباء: نحن لا نحصل على سلة غذائية رغم أننا نسجل في الكشوفات؛ لكننا نضطر لشراء مواد الإغاثة بسعر منخفض من آخرين. أغلب المواد لا تصل إلى الناس إلا شراء..هذا هوالحال. من المعلوم أن مواد الإغاثة التي تصل إلى اليمن مهولة وتم رصد مبالغ هائلة لها تصل أحياناً إلى أكثر من اثنين مليار دولار في حين أن إثرها على الواقع غير ملموس وآلاف الأسر تعاني المجاعة وليس الفقر فقط. الحرب فتحت أبواباً لارتزاق أفراد المليشيا وقياداتها وأذنابها ممن نزعت الرحمة والخجل من وجوههم؛ أبوابا كانت بفضل الحرب فقط فكيف ستغلق هذه الأبواب وتنهي الحرب؟ يمعنون في تجويع الناس وإذلالهم وأغلاق كل باب تنفذ منه نسائم الخير والمعونة. فلا هم رحموا هذا الشعب ولا تركوا له فسحة لهبوط إغاثة الرحمة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد