فوجئت بمغادرة أستاذ كبير أحترمه كثيراً جداً من جروب كان يجمعنا تحت عنوان (التعايش والشراكة).. الأستاذ - حفظه الله - صاحب عقل ناضج ورؤية واضحة وأفق واسع وهو من الرافضين للانغلاق والتزمت ومن الداعين للتعايش والشراكة والانفتاح وقبول الآخر. إلى جانب مغادرته تفاجأت بأنه قد حظرني.. حال أستاذنا الفاضل يشبه حال الكثير الكثير أمثاله!! فلم نعد نجد إلا صدوراً ضيقة ونفوساً متأزمة لا تقبل حرفاً واحداً أو كلمةً واحدة لا تتفق مع رؤيتها وما يراه صواباً.. فكيف ندعو لشيء ولا نعمل به؟ كيف نرفع شعارات جوفاء ونزعم أننا مستعدون للدفاع عنها حتى آخر رمق؟ و تغدو شعاراتنا في وادٍ ونحن في وادٍ آخر!! كيف لسفينة التعايش أن ترسو على ساحل الشراكة ونحن نضيق بكل رأي يخالفنا؟ و إذا كانت هذه ردة فعل النخبة قولوا لي بالله عليكم كيف ستكون ردة فعل العامة من الناس؟ و رحم الله من علمنا قاعدة تقول: "رأيك صواب صواب يحتمل الخطأ ورأيي خطأ يحتمل الصواب"، وتظل مشكلة الإقصاء والإلغاء وعدم قبول الآخر هي مشكلة الإنسان منذ عهد أبينا آدم عليه السلام وابنيه هابيل وقابيل بشكل عام ومشكلة العرب بشكل خاص. ويظل القابيليون يطبقون منهج معلمهم الإقصاء رافعين شعاره "لأقتلنك"، ويظل الهابيليون يسيرون على خُطى مربيهم مرددين قولته الخالدة "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك". وأدعو دعاة التعايش إلى التأمل في هذه الكلمات لجورج كارلين: "إن اجتمع الشعب كله على رأي واحد، وخالفه فرد واحد، فإن واجب الشعب أن يحمي حريّة هذا الفرد بنفس الحماس الذي يحمي به الشعب نفسه، تلك هي الحرية.....".. چورچ كارلين
أحلام القبيلي
مغادرة و حظر 1234