منذ عام كامل وترمب يتحسِّس بيت المقدس في رؤوس الأنظمة العربية والإسلامية وفي قلوب الزعماء والملوك والرؤساء والأمراء والسلاطين.. سنة كاملة والبحث جاري.. والموقع يحمل.. والدائرة تدور.. الآن بيفتحوا..
ولم تظهر له نتائج للقدس كمسجد، وللقدس كأرض فلسطينية إسلامية في قلوبهم ومشاريعهم، ولم يجدها عندهم، ولا نتائج مشابهة، ولا صور منها ذات علاقة، فقلوبهم منها خاوية، وكل ما ظهر هو كراسي الحكم، تمسك بالعروش.. جمع قروش.. اهتمام بالقصور والنقوش.. مكافحة قوى إسلامية المُمَانِعة، مطاردة إسلام سياسي؟!
وعليه، قرر ترمباي أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل والاعتراف بها عاصمة يهودية وسيعتمدها بنقل سفارته إليها عمليا؟!
وأي حوار وتسويات وحل الدولتين بعد ذلك ستكون القدس مُحصّنة، وهي خط أحمر، لا يقربه أحد، سوف تكو القدس خارجة عن خارطة التفاوض المستقبلي فقد حكم فيها من فوق البيت الأبيض..
إعلم انتفاضة الشعوب، فستخرج غضوب، وتشق الجيوب، وستظهر الأنظمة الرسمية وتشجب، وتندد، وتعترض، وتستنكر، وتستهجن، وتحتج، وترتج، وتهشتج،.. هي لله،، هي لله،، هي لله..؟!
وسينتفض الشعب الفلسطيني وسيصب الدماء بحق وحقيقة، وستكون الكلمة الأخيرة للشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية يمينية ويسارية،،
وستظل كلمة الله هي العليا..
وكلمة ترامب والصهاينة والعربان والشيعان هي السفلى،،
صحيح إن عيوني ذرفت بالدموع وبكيت لأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل قد مسّ إسلامي وديني وهوِّيّتي، وتذكرت إسراء النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى بيت المقدس والصلاة فيه بجميع الأنبياء إيذانا بتسليمه لخاتم الأنبياء والرسل والأديان محمد الرسول الكريم والإسلام، وتذكرت جهود خليفة المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في فتحه، وتذكرت جهود القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي في فتحه؟! وتذكرت نضال أبو عمار ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين والرّنتيسي وحروب غزة والشهداء والجرحى ومحمد الدرة وإيمان وووو،،
لكني كفكفت دموعي وحدثت نفسي بأني غير حزين من إعلان وتوقيع ترامب على أن القدس عاصمة لإسرائيل ما دام أن بعض كبار علماء أهل السنة والجماعة في الأراضي المقدّسة وغيرهم أشباههم قد أفتوا صراحة أن كل ما يفعله ترامب وأميركا دائما وأبدا إنما هو من أجل أمن واستقرار العالم والأراضي المقدسة في الشرق الأوسط؟!
فقلت لماذا البكاء والعويل على القدس وهناك علماء سلف وخلف نحن في ذمّتهم وذمّة فتاويهم حيث قد خفّفوا عنا المؤونة والواجب وأسقطوا عنا الكلف نحو هذه القضية الدينية القومية العربية الإسلامية مع اليهود المؤرّقة وفوّضوا شيخ مشائخ الولايات المتحدة الأميركية ومفتي الديار الغربية قاطبة بحل هذه القضية التاريخية وها هو قد قال قوله الفصل والجد الذي ليس بالهزل؟!
