قُتل (صالح).. هذه نهاية حتمية متوقعة لرجل عاث في الأرض فساد، فأهلك الحرث والنسل، وأحرق الأخضر واليابس، ولم يبال بالشعب اليمني شماله وجنوبه، بل كان كل همه هو أن يتربع على سدة الحكم وإن استدعى ذلك قتل الملايين من هذا الشعب الذي أنخدع فيه بخطاباته المعسولة وكلماته الرنانة..
كان المصير متوقعا لهذا الرجل الذي تحالف مع أقذر كائنات هذا الكون، وسلمهم مقاليد الحكم وأعطاهم الضوء الأخضر لتحويل البلاد إلى مزار يمارسون فيه طقوسهم الفارسية دون مخافة من الله أو حفاظاً على حرمات الدين التي (دنستها) هذه الجماعة بمعتقداتها وتوجهها الفارسي الإيراني..
اليوم صالح بات في خبر (كان)، ورحل غير مأسوف عليه بعد أن تلطخ تاريخه بالدماء والدمار والفوضى والعبثية والسلب والنهب لكل مقدرات الجنوب الذي جعل منه مطية لكل أطماعه السياسية مع شركاءه الذين سينوحون (دهراً)، قهراً وحزنا وحسرة بعد رحيل فارسهم المزعوم..
رحل (صالح) لكنه ترك تركة من الفوضى والخراب والدمار والدماء والعويل والنواح واليتامى والثكلى، الذين ما فتئوا (يدعون) عليه ليل نهار بعد أن أقحم البلاد والعباد في حرب ضروس لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولا أدنى ذنب يذكر، غير أن نزواته هي من أوصلتنا لما نحن فيه من حالة بؤس ودمار وشقاء..
رحل صالح وترك خلفه تركة ثقيلة بل وقذرة وهمجية متمثلة في جماعة (الحوثي) التي كان هو سُلم وصولها إلى صنعاء ثم تمددها إلى باقي محافظات البلاد لتعيث فيها الفساد وتنشر مذهبها الطائفي الصفوي الهمجي الإيراني، مستغلة بذلك (شرهه) في الوصول إلى كرسي الرئاسة متجاوزاً كل الثعابين التي قال انه يجيد الرقص فوق رؤوسها..
رحل (صالح) ولا يزال الشماليون متدثرين بلحاف الذل والخوف والخنوع والانكسار لجماعة ومليشيا الحوثي دون أن يبدون أدنى ردود فعل لهذا التواجد الذي أنهك البلاد والعباد وعاث فيها فساد، وظل جاثما على صدورهم طوال السنوات التي ترنح فيها صالح هنا وهناك..
اليوم قُتل صالح وذهب إلى غير رجعة ولكن السؤال الذي يفرض ذاته هل سيظل الشماليون منكسرون خانعون لا يقوون على رفع رؤوسهم أمام كلاب (مران) والانتفاض على هذا الواقع البائس والمرير الذي يعيشونه منذ أن سيطروا على مفاصل البلاد والعباد..
ننتظر ما تحمله الأيام في جوفها بعد أن رحل (ديكتاتور) تزعم البلاد ثلاثة عقود وأختار لنفسه نهاية مأساوية ما كنا نريدها له..