بكل معاني وجروح المأساة التي تجري سيناريوهاتها من خلال الهجمات الإجرامية الإرهابية المتعددة والمستمرة لقتل الحياة فإن كل تلك الجرائم التي مرت بها عدن دون غيرها له من الدلالات الكثير والكثير ليعي كل من ينتمي إليها أن غياب المؤسسة وتعدد الوكالات والقوى الأمنية والعسكرية وتعددية القرار وضعف أداته الواحدة او الغائبة كل ذلك يجعل الأرض خصبة لتلك الجماعات الإرهابية المسلحة المنفلتة التي تستفيد من كيانات أمنية وعسكرية متعددة رخوة، بطبيعة ذلك التعدد المتضاد فيما بينه مهما كان تقييمنا لتلك الكيانات فانعدام وحدة القرار لهما يؤدي حتماً إلى تلك الرخاوة والخصوبة معاً، فاليوم تعيش بلادنا ذلك التخبط الذي يستقطب الإرهاب الذي لابد لنا أفراداً ومجتمعاً أن نستنكره وندينه بل نحصن بيئتنا منه ومن كل أشكاله وعناصره، يؤكد ذلك ما جرى مؤخرا من عملية دنيئة على منزل القيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي والذي راح ضحيته شباب من خيرة أبنائنا ويليه التفجير الإرهابي الغاشم على مبنى وزارة المالية وما سبقه أيضا من عملية إرهابية على البحث الجنائي.
وقد سمعنا الكم الهائل من التصريحات والتهديد والوعيد لمن هم وراء تلك الأفعال الإجرامية من مخططين وداعمين إلا أننا لم نعرف ما وصلت إليه أجهزتنا وقدرات تحالفنا العربي ليس بالتصدي لتلك العناصر الإرهابية بل بالقضاء عليها لتأمين حياة الناس الذين أصبحوا يموتون في كل ساعة من الهلع والخوف.
لقد عطلت خطواتنا عنوة وبُحت أصواتنا وجف مداد أقلامنا ونحن ننادي ونناشد ونطالب وندعو ونحذر ونرجو ونتوسل للجميع لإعادة النظر في كل ما يجري في بلادنا وأرضنا ومدينتنا بوابة العزة والنصر، فعدن بحاجة لوحدة السلطة والأداة الأمنية لإنهاء حالة العشوائية في التصدي للإرهاب وجرائمه للوصول إلى الحلقة النهائية لتلك السلسلة الإجرامية، أصبحنا نرى أُفقاً دموياً في سيناريو قيد التنفيذ لذلك لن نمل من التكرار لأن التكرار بحسب المثل الرائج يعلم.. عدن تئن من وطأة الظلم والظّلَمة والفساد والإرهاب فكل تلك الآفات تتكاثر في ظل تناثر وتنازع السلطات، فإذا لم يلتقي الجميع للتصدي لتلك الآفات والنزعات ببنيان مرصوص وجسد واحد ستتمدد كالسرطان بجسد إنسان متهالك القوى والبنيان، لذلك علينا أن نأخذ العبر مما مر ويمر علينا بالشروع الفعلي نحو العمل المخلص بالتالي:-
1 بناء الثقة في علاقاتنا شرعية وتحالف وحراك ومقاومة وأمن وأحزمة ووحدات وشعب.
2 التوجه السريع لبناء هيكلية موحدة أمنية وعسكرية وسياسية تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
3 التسريع بتحصين الجبهة الداخلية بتوفير حاجيات المواطن الخدمية والمعيشية.
4 الضرب بيد من حديد لكل الأيادي العابثة حيثما كانت وبأي لباس تظهر.
5 محاربة ومكافحة الفساد أينما وجد لأنه بؤرة تولد كافة الآفات في المؤسسة والمجتمع.