;
رشاد المخلافي
رشاد المخلافي

السلام في كسر المليشيا عسكرياً 1198

2017-11-14 16:28:11

إن طريق السلام العادل والشامل والدائم في اليمن الذي ينشده اليمنيون لا يمكن أن يسود أو يتحقق في ظل بقاء المليشيا الانقلابية المتمردة، وإصرارها وتربصها باليمن وبشعبه وتاريخه وحضارته وهويته، ولن تكف المليشيا عن مغامراتها وحروبها العبثية إلا في كسرها عسكريا وأمنيا، وكبح جماحها واستعادة سلاح الدولة المنهوب، والشروع في بناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة.
لقد شكل اليمن ..عبر التاريخ وخلال الثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد مركز ثقلاً سياسياً، وإنتاجاً حضارياً وإنسانياً عريقاً، ازدهرت فيه الزراعة والصناعة والتجارة والعمران.
واليمنيون من أوائل الشعوب الذين تفننوا في الهندسة والعمارة وابتكروا نظام الري، ونظموا طرق التجارة العالمية، وتفننوا في بناء المدن والسدود وأقاموا الحصون والقلاع، والجسور وقهروا صعوبة التضاريس وجعلوا من الجبال الشاهقة جداول غناء ومدرجات زراعية ولوحات خضراء غاية في الجمال.
واليمن من أوائل البلدان في التاريخ الإنساني التي عرفت الدولة والنظام والقانون الشورى.
كان اليمن بلد العرب العريق ومهد الحضارة الإنسانية على مر التاريخ.. أطلق عليه اسم اليمن السعيد.
وفي صدر الإسلام تعاظم إبداع اليمنيين ونشروا الرسالة الإسلامية إلى أصقاع الأرض، فكانوا الأنصار والدعاة والقادة الفاتحين وعمروا الأمصار والبلدان.
ووفقا للأحداث والحقائق والوقائع التاريخية التي تؤكد أن اليمن منذ حكم الأئمة السلالية العنصرية، استوطن فيه الجهل والفقر والمرض والتخلف.
أكثر من ألف سنة وحتى اليوم واليمن ينزف ويسير نحو الانحدار (حضاريا وثقافيا وإنسانيا وجغرافيا)، ويتعرض تاريخه للتزوير والتشويه المتعمد ويتم تجريف هويته الوطنية.
وهاهو اليوم أمام عدو من نفس السلالة ينطلق من أيديولوجيا طائفية كهنوتية، قائمة على الخرافة والدجل والتجهيل الإلزامي.
إنها السلالة الأكثر كهنوتا، والأكثر انحطاطاً، والأكثر تخلفاً، والأكثر عنصرية في التاريخ.
في ظل حكم الأئمة لليمن ولدت حالة من التشظي الاجتماعي القاتل، وتوقف الإبداع الحضاري والإنساني الذي تميز فيه اليمنيون، وتشكلت حالة من الركود والاستكانة القاتلة التي طالت الذات والعمق الحضاري اليمني، وتحولت اليمن إلى مقابر جماعية نتيجة المجازر والإبادة الجماعية التي تعرض لها اليمنيون، منذ يحيى الرسي مروراً بالسفاح عبدالله بن حمزة والمطهر شرف الدين والعباس ووو.. إلى يحيى حميد الدين وابنه أحمد وحفيده البدرـ إلى الحوثيين اليوم.
الشعب اليمني كان وما يزال يدفع أثمان وخسائر فادحة ومهولة بشرية ومادية وقيمية.
فمنذ أن استوطنت هذه السلالة العنصرية وأتباعها أرض اليمن وحكمت الشعب بالخرافة والقمع والتنكيل، وصادرت اليمن وعزلته وغيبته قروناً عن محيطه العربي والعالمي، ونهبت ثرواته ودمرت آثاره ومآثره وأفقرت شعبه وصادرت حريته وكرامته، وجمدت العقل اليمني، وجعلت من اليمنيين قطيعاً من العبيد يسبحون ليل نهار بحمد الإمام وبقدسية السلالة المصطفاه ..!!
إنها مسيرة طويلة من الجرائم التي لحقت بشعبنا حقباً مظلمة عاشه في ظل حكم هذه السلالة الكهنوتية، تعرض لحملات القمع والإبادة الجماعية وارتكبت بحقه جرائم ومجازر مروعة راح ضحيتها مئات الآلاف من اليمنيين.
لم يسلم اليمنيون حتى حينما يكون التنافس على الحكم وينفجر الصراع المحموم والمحتدم على السلطة، بين أقطاب السلالة الهاشمية، يكون اليمنيين من أبناء القبائل هم حطب ووقود تلك الحروب المستعرة والصراع على السلطة والثروة والحكم بين أقطاب الأسر الهاشمية.
لقد شكلت السلالة الكهنوتية على مدار (1150سنة) مصدر فشل وتعاسة اليمن وتشويه تاريخه ومصدر شقاء اليمنيين، قادت البلد نحو الفشل الكبير على كل المستويات والأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، عصوراً طويلة وأزمنة مظلمة سوداء عاشها الشعب اليمني، عانى الشعب تحت حكم السلالة ويلات الظلم وعذابات ومآسي لا حصر لها ولا حدود.. تؤجج الصراعات، وترفض التعايش ولا تقبل بالآخرين إلا عبيداً، لا دور لهم سوى دفع الإتاوات والجبايات لخزينة الإمام..
جعلت من نفسها الحاكمة باسم الله والمتحكمة بمصير عباده وفقا لأهوائها، منذ ذلك التاريخ واليمن ينزف دما ويسير نحو الفشل والانحدار المريع في تاريخه وحضارته وهويته السبئية الحميرية القحطانية.
الآن وبعد 55 عاماً من الثورة كانت وما تزال المؤامرات والتربص بالثورة والجمهورية، من قبل نظام المخلوع صالح والذي يعد من الناحية السياسية الامتداد الطبيعي والثقافي والاجتماعي لدولة الإمامة، حتى عادت الإمامة من جديد وبشكل رسمي في 21سبتمبر 2014م بعد إسقاط الدولة والثورة والجمهورية، لتمارس هوايتها وهواية أجدادها بحق الشعب اليمني من مذابح وتصفيات وتنكيل ودمار.
هاهي تعود برفقة الجهل والفقر والمرض والمجاعة.. هذه أبرز سمات الجائحة السلالية المليشاوية الحوثية التي فتكت باليمن واليمنيين وأهلكت الحرث والنسل، وأصبحت تشكل تهديداً خطيراً وكبيراً يتجاوز مخاطره البعد العسكري والسياسي الذي يكمن في تشظي المجتمع والوطن بشكل عام.
إنها مليشيا سلالية مدججة بأيديولوجيا تمجد الموت والعنف ضد أبناء الشعب اليمني، لا يمكن أن تقف معها على أرضية مشتركة، تستطيع من خلالها الوصول إلى صيغة من التفاهمات السياسية من شأنها أن تفضي إلى بناء نظام سياسي يستند إلى مؤسسات دولة وسيادة قانون ومواطنة متساوية.
لقد شاهدنا جميعاً عملية الاختطافات والاعتقالات والاخفاءات القسرية الذي قامت به مليشيا الحوثي وعفاش بحق الصحفيين والنشطاء السياسيين وأصحاب الرأي والمواطنين وعملية التعذيب الممنهج حتى الموت داخل السجون والمعتقلات السرية وكثيرة هي جرائمها البشعة.
نحن أمام قوة مليشاوية غاشمة لا تؤمن بأي قيم لا قيم دينية ولا اجتماعية أو إنسانية أوطنية أو أخلاقية.
مليشيا طائفية تشكل تهديداً خطيراً على النسيج المجتمعي وعلى السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية.
مليشيا مرتبطة بمشروع خارجي فارسي يتوغل في المنطقة العربية، تشكل تهديداً خطيراً لليمن ومستقبله وتهدد الأمن القومي العربي.
ولا يمكن أن يستقر الوطن ويعم السلام الاجتماعي إلا بهزيمتها عسكريا وتجريدها من السلاح، وإنهاء معاناة شعبنا في ما تبقى من المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها واستعادة الدولة والشرعية في كل شبر من أرض الوطن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد