اشتهرت الجماعة الحوثية الشيعية الإيرانية بزراعة الألغام على نطاق واسع منذ حروبها التمردية ضد الحكومة اليمنية، ففي حروب صعدة استخدم الحوثيون الألغام الأرضية المضادة للأفراد والعربات القتالية بهدف إيقاف تقدم القوات اليمنية الحكومية التي كانت تحاصر المتمردين في مناطق وجبال محافظة صعدة الوعرة، وقد نتج عن استخدام تلك الألغام العديد من القتلى والجرحى المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، وفي الحرب الأهلية اليمنية الدائرة استخدم الحوثيون الألغام الأرضية على نطاق واسع، مما تسبب في مقتل وإصابة آلاف المدنيين معظمهم من النساء والأطفال وكأن قدر اليمنيين يقول إن لم تمت بالقصف أو الكوليرا او الجوع فستموت بالألغام الحوثية، وهكذا تحولت ألغام الحوثي إلى كابوس مرعب يحصد أرواح اليمنيين الأبرياء.
تعــد زراعة الألغــام مــن الانتهــاكات المجرمــة في القانــون الــدولي الإنســاني والمواثيــق المرتبطــة بهــا، ومنهــا «اتفاقيــة أوتــاوا لحظــر اســتعمال وتخزيــن وإنتــاج ونقــل الألغــام المضــادة للأفــراد، التي صادق عليها اليمن في عام 1998م. وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الحوثيين وصالح استخدموا الألغام الأرضية مما تسبب بالعديد من الإصابات في صفوف المدنيين وأعاق عودة الأسر التي نزحت بسبب القتال. ووفقا للتقرير العالمي لعام 2016م فان الحوثيين زرعوا الكثير من الألغام الأرضية بما فيها ألغام مضادة للأفراد في مختلف المحافظات اليمنية، وتجزم هيومن رايتس ووتش بأن ضحايا الألغام أعلى بكثير مما تورده تقارير المنظمات الحقوقية.
في الوقت نفسه وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان العديد من الانتهاكات، التي اقترفها صالح والحوثيون باستخدام الألغام الأرضية على نطاق واسع في مناطق الاشتباكات، حيث ذكر تقرير التحالف اليمني أن الألغام تسببت في مقتل 615 شخصا وإصابة 942 آخرين خلال عامين من الحرب المتصاعدة، وعلاوة على ذلك تسببت الألغام في إصابة 527 شخصاً بإعاقات دائمة، وأوضح التقرير أن محافظة عدن جاءت على رأس قائمة المحافظات المتضررة وتلتها محافظة تعز والجوف ومأرب وبقية المحافظات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك فقد استخدم الحوثيون الألغام لتفجير 556 منشأة طبية وتعليمية ومنازل مدنيين، وكذلك تبين أن الألغام التي تم انتزاعها بلغ عددها نحو 39634 من بينها 26755 لغماً مضاداً للأفراد، وتزعم بعض المصادر أن صالح والحوثيين مازالوا يزرعون الألغام حتى الآن.
وفيما يتعلق باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في الصراعات، أكدت الأمم المتحدة أن مثل هذه الأعمال تعد جريمة تنتهك المعايير الأساسية لكرامة الإنسان والمبادئ الأخلاقية. وبموجب القانون الدولي الإنساني يعد استخدام المدنيين دروعاً بشرية جريمة حرب تستوجب العقاب القانوني ضد مرتكبيها. ومع ذلك فإن الوقائع على الأرض أثبتت أن صالح والحوثيين انتهكوا القانون الدولي الإنساني واستخدموا المدنيين دروعا بشرية لتفادي الضربات الجوية من قبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وعلاوة على ذلك فان صالح والحوثيين استخدموا المدنيين دروعا بشرية، لا سيما المعتقلين المعارضين بهدف إعدامهم. وفي الوقت نفسه وثقت العديد من التقارير الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية عدة انتهاكات مارستها ميليشيا الحوثيين وصالح في العديد من المدن اليمنية.
وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أول حالة انتهاك للقانون الدولي الإنساني على أيدي صالح والحوثيين في مايو 2015م، عندما تم وضع المعتقلين في موقع هران العسكري وسط مدينة ذمار مما أدى الى مقتل 13 أسيراً من الصحفيين والناشطين السياسيين. في حين أكدت هيومن رايتس ووتش أن الحوثيين عرضوا مدرسة المكفوفين في صنعاء للخطر عبر وضع قواتهم فيها مما دفع التحالف العربي بقيادة السعودية إلى قصف المدرسة بغارة جوية. وعلاوة على ذلك أكد تقرير صادر عن خبراء الأمم المتحدة لمراقبة العقوبات المفروضة على اليمن ان ميليشيا الحوثي تعمدت وضع مقاتلين وعتاد عسكري بالقرب من المدنيين في مدينة المخا لتفادي الضربات الجوية من قبل التحالف العربي. وفي السياق ذاته أوضحت مصادر محلية ان صالح والحوثيين استخدموا المدنيين دروعا بشرية في مختلف المحافظات اليمنية بشكل عام وفي محافظة تعز بشكل خاص، حيث تعمد الحوثيين التحصن في الأحياء السكنية للمدينة لتفادي الضربات الجوية السعودية وكذلك لتجنب الهزيمة، وهو ما يعد انتهاكا لقانون الدولي الإنساني.
اكتسب الحوثيين خبرة جيدة في صناعة واستخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات، خلال الحروب الستة، التي خاضوها ضد الحكومة اليمنية، في الفترة من عام 2004م – عام 2009م، حيث كانت الألغام سلاح الحوثيين الفعال في تلك الحروب، وقد استفاد الحوثيين من خبرات حزب الله اللبناني ومن خبرات الخبراء الإيرانيين، فقد استخدم الحوثيين الألغام الأرضية على نطاق واسع أثناء الحروب الستة بهدف إعاقة تقدم الجيش اليمني آنذاك.
يمتلك الحوثيين مخزونات هائلة من الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات، وهم الآن يستخدمونها على نطاق واسع في الحرب الأهلية اليمنية الدائرة، داخل اليمن وعلى الحدود مع السعودية، ويبدو أن الحوثيين مازالوا يعتمدون على الألغام الأرضية كسلاح فعال لإيقاع الإصابات في عدوهم ولإيقاف تقدم قوات الحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية. غير أن مشكلة استخدام الألغام الأرضية في الحرب تسببت في مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين من ضمنهم الأطفال والنساء.
وفي سياق استخدام المدنيين دروعاً بشرية في الحرب الأهلية اليمنية الدائرة، اضطر الحوثيون إلى استخدام المدنيين دروعا بشرية لتجنب الضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية، وفي أحيان أخرى استخدم الحوثيون بعض الأسرى المدنيين دروعا بشرية بهدف التخلص منهم، وفي حالات مماثلة أخفى الحوثيون الأسلحة والمقاتلين في الأحياء السكنية والمدارس وفي أوساط المدنيين مما أدى إلى قصفها بضربات جوية عرضت حياة المدنيين للخطر. وعلى أية حال يبدو أن الحوثيين لم يحرصوا على سلامة المدنيين والأشياء المدنية، بل تورطوا مرات عديدة في تعريض المدنيين للخطر.