;
الشيخ عبدالرحمن باعباد
الشيخ عبدالرحمن باعباد

ما الذي لم ينهار في اليمن ؟! 901

2017-11-13 17:07:24

نعم أمام أعيننا انهارت الحكمة ومعها النخوة والأخلاق وهكذا انهار الأمن والخدمات، وانهارت العملة إلى حد مخيف لمن رواتبهم وأجورهم بالريال اليمني من ذوي الدرجة الثانية وهم عامة الشعب، وأما الآخرون فلا يزعجهم ذلك، في حين أن الكثير لا يجد العمل فليست لهم أجور أصلا، وزرعت مع ذلك في أرض العقول والنفوس أشواك الكراهية والشحن بكافة أنواعه سياسي ومناطقي وحزبي وطائفي وووو، وعمت وخيمت الفوضى.
كما ازدادت أرقام حسابات البعض ومصائب قوم عند قوم فوائد، وذلك مع زيادة أرقام القتلى والجرحى والمرضى والجوعى والسرقات والرشاوى ومعها الأوبئة والبطالة وغيرها!!، ونصبت الشبكات لتتصيد الشباب والفتيات فتوقعهم فيها إما في شبكة الوحل الأخلاقي أو الفكري أو الحزبي أو الإلحادي! أو الدخول في شبكة المخدرات أو غيرها، والفوضى معشعش ومقتنص لكل ذلك وأكثر.
وكل ذلك يستثمر ويستمر مع انسداد في الأفق واضح وقد طال، ومع كل ذلك لا زال البعض يقول ما معناه الوحدة أو الموت! والآخر يقول الانفصال! وثالث يقول الأقاليم، وصفحات التواصل مشحونة بذلك وربما بأقلام كبار القوم! وبعض المتاجرين جعل من الدم المقدس في ديننا أرخص من الرؤية السياسية!! أو الرغبة من الجماعة أو الدولة الفلانية.
وهكذا صار البعض ورقة يلعب بها في كثير من المراحل المحلية والإقليمية مع تغييب أو غياب الفكر الوسطي لأهل السنة والجماعة المقنع وليس المقنع بالطائفية بشدة على النون، والمثل يقول بأن أهل مكة أدرى بشعابها فلماذا لا يمكنون؟ ولا بأس بالاتفاق على تساقي الشعاب والوديان...
ولا أجمل من أن يبنى المستقبل على قاعدة العدل، لأن الشحن والاستفزاز الحاصل لن يوصل طرف إلى مبتغاه، وسيمضي الوقت في دوامة الصراع، والمستثمر الوحيد الأعداء وضعاف النفوس من أذنابهم، وربما تعدى شر ذلك غيرنا وعمهم إن لم يتداركوا ذلك.
يا من تحملتم الأمانة أغلقوا الملفات الماضية وانظروا إلى غد مشرق بشمس العدل والرخاء والوفاق، ولا يدفعنكم غيركم إلى غير ذلك، وعلى من فشل في تحقيق الأمن والسلام والعدل والحياة الكريمة أن يقف لحظة صادقا مع نفسه، وأن يبحث عن الإطفائي ليفسح له أن يدخل ساحة الاشتعال، وأن يسمح أيضا لمن لديه سياسية التعاطي مع الأطراف الأخرى من النخب الوطنية النزيهة نحو الوصول إلى حل جاد ومشرف وعادل من غير استفراد وإقصاء واستحواذ وانتقام.
وعلى من يملك قرار ذلك أو يملك أن يساعد عليه أن يسرع في التحرك في ذلك وإيقاف المتسببين في هذا الفشل الذريع ومن يستثمره من ذوي المحسوبيات، فواجب اللحظة الفارقة والصعبة يقتضي مواقف شجاعة ومسؤولة وخالدة في ذلك، عبودية لله ورحمة بالناس، لأن سكين هذا الفشل وصل إلى مخ عظم المواطن، والله يمهل ولا يهمل، وقد أراكم كيف تحول كمن رأس الى ذيل بين عشية وضحاها، ولا عاصم إلا لمن كان معه الله، والمواطن بهذا الغلاء وانتشار الوباء والفوضى الأمنية والخدماتيه ربما يفقد توازنه في قادم الأيام ويصير أداة في يد الشيطان أو أعوانه وعامل هدم لا سمح الله، والمعول في دفع ذلك على لطف الله ومعونته فما لنا سواه.
ولولا خطورة القادم لما كتبت هذه التغريدة، وأملنا أن نرى المسؤول الذي يجعل من العدل والرحمة فوق كل شيء ولو كانت قوانين وقرارات شرعية أو أممية، لأن شرف الوسيلة من شرف الغاية فالغاية تقرر الوسيلة وليست تبررها، وبلغني أن بعض ولاة الأمر ممن يعيشون على ظهر الحياة حفظه الله ووفقه وتولاه إذا جيء له بقضية فيها مصلحة لمواطن غير أنها تخالف القانون الوضعي يكتب (الرحمة فوق القانون) ويكتب توقيعه عليها، ومن لا يرحم لا يرحم.
وواجب المراكز والمنظمات الإغاثية والتجار في الداخل والخارج وكل مسلم مستطيع أن تضاعف جهودهم بإغاثة ذوي الحاجة وهم أكثر الناس، فإن لم تخرج المساعدات والصدقات والزكوات في هذه الظروف فمتى تخرج وترسم بسمتها!! ولو أننا مكنا من الاكتفاء بخيرات أرضنا لوصل خيرنا إلى غيرنا، وحالنا كما قال القائل: كالبيد في الصحراء يقتلها الظمأ: والماء فوق ظهورها محمول..
ويبقى شعاع الأمل في الله غير منطفئ، وقد ختمت بعض القصائد بهذا البيت 
لكن ظني بربي دائما حسن : عما قريب إلى الخيرات ننقلب

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد