نحن شعب طيب وصبور.. وعلى رقة قلوبنا وليونة أفئدتنا نقيس معايير الأمور ونحكم عليها بعواطفنا دون أن نخضعها للعقل والمنطق في أحايين كثيرة.. كفانا حروبا وتناحرات وصراعات دموية دفع ثمنها آباؤنا وأبناؤنا اليوم.. حروب فرضها الطغاة القدامى والجدد خلال فترات زمنية تاريخية في مضمار حياتنا نحن صناع أقدم الحضارات ومدد الفتوحات وقادتها في آسيا وافريقية وأوروبا.. واليوم ليس إلا امتدادا للأمس وللماضي البعيد، فالطغاة بغاة على امتداد الزمان والمكان هم أولئك الجبابرة نسخة واحدة، يتناسلون طبق الأصل بنفس الجينات التي ورثوها عن أمثالهم منذ غابر الأزمان.
نحن شعب طيب على سليقتنا الأصيلة التي جبلنا عليها، نصدق كل ما نسمعه دون أن نقرأ خلفياته وماهيته ومصدره وما يرمي إليه.. ما يحصل في واقعنا المعاش من حرب طال أمدها ولم تشهد بلادنا مثيلا لها في تاريخها المعاصر، وما يصاحبها من سيل المعلومات بسبب تقدم تكنولوجيا العصر في مجالات العلم والاتصالات ومنها على وجه الخصوص شبكة الانترنت وفي مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية..
ما يحصل في مثل هذا الكم المتلاطم من سيل المعلومات هو حالة من الخواء الذهني بسبب حشو الأحداث وتناولها كل بطريقته المراد تحقيق هدفه بواسطتها وينتج عن ذلك تأثير سلبي في أغلب الأحيان على تفكير الناس وقناعاتهم وحكمهم على مظاهر الأشياء دون الغوص في داخلها وجوهرها.. هناك إعلام خادع ينفث سمومه بسرعة البرق لإيهام الناس بصواب ما يبثه ويركز على الجوانب الإنسانية ليتقبلها الناس وهي في الأساس كاذبة.. وما حاولت أن تبثه وسائل تحالف إعلام الانقلابيين وأخواتها خارج البلد مؤخرا حول قرار التحالف العربي إغلاق المنافذ أمر يحتاج إلى دراسة وتمحيص ننظر إليه بعقولنا وليس بعواطفنا كونه خطوة في الاتجاه الصحيح لتغيير مجرى الحرب وسرعة حسمها عسكريا في وقت قياسي، فالمتضرر من دخول الصواريخ الباليستية والأسلحة الخطيرة الإيرانية عبر هذه المنافذ الرسمية وغيرها من الشواطئ البحرية ليس السعودية والتحالف بل اليمن أول المتضررين لأن بقاء دخول الأسلحة منها يطيل عمر الانقلابيين ويستنزف جهد عاصفة الحزم والجيش الوطني والمقاومة إلتي باتت وشيكة بدخول صنعاء وإنهاء الانقلاب.. إعلام قوى التمرد الانقلابية تروج إشاعات سمومها وتصنع الحدث ليصدقه عامة الناس وما ارتفاع الدولار وهبوط الريال اليمني إلا نتيجة لفعل من ألاعيب المخلوع والحوثيين بالأموال والعملات التي نهبوها وما يزالون حتى اليوم من ثروات اليمن وشعبها جنوبا وشمالا.. لا تصدقوا إعلام الانقلابيين بأن إغلاق المنافذ سيسبب كوارث إنسانية ومجاعة و.... لأن قرار إغلاق المنافذ ليس إلى أجل غير مسمى كما تردد ذلك طبول وسائل إعلام الانقلاب، بل سيكون لفترة وجيزة تعتبر الخيار الأصعب على قوى الانقلاب والقشة التي ستقصم حصان علي عفاش وطلاسم عبدالملك الحوثي..
ولن يموت أهل اليمن من الجوع ومعهم دعوة الرسول، وما حدث في اليمن لو حدث بمكان آخر لصار نسخة من سيناريوهات العراق وسوريا والبوسنا والهرسك، وأشقاؤنا في التحالف لن يتركونا لكارثة مجاعة ولهم كل جميل فقد ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن العروبة واليمن وساندوا الرئيس هادي وشعب اليمن في التخلص من أبشع مشروع فارسي إيراني يدار بأدوات فارس في اليمن وذراعاه تحالف الحوثي - عفاش.
فأبشروا أن إغلاق المنافذ لن يمتد طويلا - وجع ساعة ولا كل ساعة -وأنه سيحمل لكم بشائر النصر قريبا فهو بمثابة قص أذرع إيران في اليمن إلى الأبد.