قطع رواتب الجنود المرابطين في جبهات القتال والمستحقين لرواتبهم جريمة في حق أولئك الجنود، وقطع شوارع تعز من قبل أولئك الجنود المحتجين على قطع رواتبهم وقيامهم بعرقلة سير حركة المرور في تعز جريمة عُظمى في حق تعز وأعظم من جريمة قطع رواتبهم.
ولا جريمة تُضاهي أي جريمة يتم ارتكابها في حق تعز مهما كانت أسباب وقوة وحجة أولئك المحتجين من الجنود الذين عقب أي مشكلة تحدث لهم سواء في الرواتب أو الترقيم أو غيرها يسارعون إلى قطع شوارع تعز وعرقلة حركة تعز وانتهاك أبنائها من قبل أولئك الجنود المحتجين. على أولئك الجنود أن يفهموا أننا نقف مع مظلوميتهم ونتضامن مع مطالبهم ونقف معهم جنباً إلى جنب في المطالبة بصرف رواتبهم المستحقة قانوناً، ولكن في المقابل عليهم أن يفهموا ويدركوا ويستوعبوا جيداً أننا ضد تصرفاتهم الغير مسؤولة والمخالفة للقانون المتمثلة بقطع شوارع تعز وإرهاب العامة وانتهاك حقوق المواطنين وعرقلة مصالح الناس.
أيها الجنود المحتجون كيف تريدون من المواطن أن يقف معكم ومع مطالبكم وضد انتهاك حقوقكم وأنتم تقفون ضد مصلحة المواطنين وتنتهكون حقوقهم وتعرقلوا مصالحهم وترعبوا أطفالهم وعائلاتهم من خلال توجيه أسلحتكم مباشرة إلى وجوههم وإطلاق النار فوق سياراتهم وإلى جانبهم وتتهكمون ضدهم بألفاظ نابية وتهديدية ومنعهم من المرور بسياراتهم إلى مبتغاهم أو حتى الوصول إلى منازلهم*!!
من قال لكم إن حقكم قد تحصلون عليه من خلال انتهاككم لحقوق الآخرين؟!
ومن علمكم أن قطع الشوارع وإطلاق الأعيرة النارية فوق عباد الله وترويعهم هي الطريقة المُثلى لنيل حقوقكم؟!!
إن كنتم جنوداً حقيقيين تنتمون لتعز وتعملون من أجل تأمين مدينة تعز وتأمين حياة أبنائها والحرص على مدنية تعز وعلى استقرارها، فلا يمكن أن تكون تلك الأفعال المرتكبة في حق تعز وحق أبنائها نابعة من جنود يحبون تعز ويقاتلون من أجل حياتها وأمنها وأمانها.
عليكم أيها الجنود أن تعلموا جيداً أن المطالبة بحقوقكم والاستماتة في الحصول عليها لا يكون بقطع الشوارع وتلك التصرفات الرعناء، بل إن هناك طرقاً واُطراً وقنوات رسمية للمطالبة بحقوقكم تتمثل- عبر قادة ألويتكم وقادة وحداتكم العسكرية الذين يفترض بهم أن يحملوا ملف مطالبكم المشروعة ومتابعتها بكل جدية أمام الجهات المختصة وفي حالة عدم الاستجابة لقياداتكم العسكرية في نيل استحقاقاتكم المشروعة قانوناً، فلتقم قياداتكم العسكرية بعد ذلك بعقد مؤتمر صحفي عام يوضح للناس من هو المتعسف والمعرقل لصرف مستحقاتكم، وبعد ذلك سنقف كلنا معكم وسنعتصم ونتظاهر ونطالب الجهات المسؤولة نيابة عنكم وسنُصعد وننوع حملات مطالبكم حتى صرف آخر ريال من مستحقاتكم، أما أن تقطعوا شوارعنا وتنتهكوا حقوقنا وترعبوا أطفالنا وتريدون منا أن نقف بعد ذلك إلى جانبكم للمطالبة بحقوقكم، فذلك مالا يمكن أن ترتضيه تعز وأبنائها.
أيها الجنود كونوا مع تعز لتكون تعز معكم في حصولكم على حقوقكم، مطالبنا حماية حقوقنا هي مسؤوليتكم، فاحرص على حقوقي حتى أقف مع حقوقك..
كونوا كما عهدناكم رجال شهامة ومواقف بطولية تفتخر بكم كل الدنيا.. ولا تدعوا أفعال صغاركم وتصرفاتهم تُسقط هيبتكم وتُنكس قاماتكم المُهيبة..
ونتمنى أن لا تتكرر مرة أخرى أحداث اليوم مهما كانت قوة حُجتكم وقانونية مطالبكم.
أيها الجنود انتم تعز وتعز انتم فبكم أنتم إما نرفع رؤوسنا عالية نحو السماء أو نحني هاماتنا أدنى الارض.
