;
وسام محمد
وسام محمد

عن استعادة دولة الإفساد 886

2017-10-21 12:51:05

هناك من يظل يعتقد أن مشكلة نظام علي صالح هي انه أستبعد القوى السياسية ومنعها من مشاركته في نعيم السلطة، لهذا عندما تهيأت أمامهم الفرصة ليصبحوا في السلطة راحوا يمارسونها على طريقته.
بالطبع نظام صالح استبعد القوى السياسية ووصل به الأمر إلى التنكيل ببعضها، كل أنوع التنكيل ماديا ومعنويا، وأمام مطامح البعض أظهر أنه يسعى للتفرد الشامل.. وبقدر ما خلق هذا انقساما حادا داخل الطبقة المسيطرة، بقدر ما عكس انقساما أكثر حدة على مستوى الشارع كان من نتائجه تفجر ثورة عظيمة في فبراير 2011.
إذن نظام صالح كان قد أستبعد قطاعات شعبية واسعة من حق العيش الكريم، ومن حق هؤلاء طالما أنهم من صنعوا فرصة النجاة، من حقهم أن يتشبثوا بحلمهم في مستقبل مختلف.. وما حالة السخط السائدة من أداء رجالات السلطة الفاسدين هذه الأيام إلا أحد مظاهر هذا التشبث.
بالنسبة للقوى السياسية عليها أن تدرك أن نظام صالح لم يستبعدها ويحرمها فقط من الحق في ممارسة السلطة بل كان قد أنتهج سياسات تدميرية طالت كل البنى الفاعلة لتحدث قطيعة بينها وبين الأهداف التي وجدت من أجلها. لهذا أصبحت الممارسة السياسية بهذا الشكل الذي نراه اليوم. 
لا يكفي أن نقول أننا نواجه صالح وشريك ثورته المضادة الحوثي، بينما نتصالح مع ثقافة الفساد التي رسخها نظامه، مرة باستبعاد القيم الوطنية وإفراغها من محتواها ومرة باستبعاد القوى السياسية التي كانت تحمل هذه القيم أو يفترض أنها قد تعلمت ما يكفي من الدروس لترد الاعتبار لهذه القيم كسلاح وحيد في مواجهة تركة ثقيلة.
اليوم السؤال الحقيقي الذي علينا أن نوجهه لكافة القوى السياسية: هل أصبح لديها تصور شامل عن حجم الأزمة التي آخذت تعصف بالجميع بلا استثناء؟ وما هو المشروع الذي يمكننا من خلاله أن نوحد طاقات المجتمع لمجابهة هذه الأزمة ومفاعيل ديمومتها ثم الانتقال بعد ذلك إلى المستقبل؟.
أي حديث عن استعادة الدولة، دون أن نبني تصورات شامله، حول المسائل الاقتصادية والاجتماعية، حول العمل والتعليم والصحة والثقافة الوطنية، حول معالجة كافة القضايا العالقة، بدون ذلك نحن في أحسن الأحوال نحرث البحر.
 لقد سقطت بقايا الدولة التي كانت عرضة للسقوط طوال الوقت.. وعلينا أن نفكر ببناء دولة جديدة وحديثة لاستعادة تلك البقايا ونفس ثقافة الإفساد والفهلوة.
دولة لجميع اليمنيين قائمة على المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وليس دولة الحزب أو الأسرة أو القبيلة.. أما أوهام السلالة والولاية فنحن أصبحنا نواجهها ونقدم أغلى التضحيات.. أو لعل هذا هو السبب الوجيه لاستمرار هذه المعركة القائمة منذ ثلاثة أعوام، غير أن معارك كثيرة لا تزال في انتظارنا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد