غادر نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية الأستاذ/ عبدالعزيز جباري والوفد المرافق له محافظة تعز بعد أن بقيا في تعز 22 يوماً في الوقت الذي ظن فيه الجميع أن جباري وزملاءه لن يصمدوا في تعز أكثر من 22 ساعة.
غادر جباري بعد أن عانق تعز وعانقته وأحب تعز وأحبته وأخلص لتعز وأخلصت له وأخذ تعز بالأحضان واحتضنته فكان برداً وسلاماً على تعز وكانت برداً وسلاماً له*.
غادر جباري تعز بعد أن شهد افتتاح البنك المركزي وشهد إصدار أول جواز الكتروني صادر من تعز.
حضر جباري تعز وبها 10 محاكم غير شرعية و10 سجون غير رسميين، وغادر تعز وبها محكمة شرعية فقط وسجن مركزي رسمي واحد يخضعون للدولة ولا يخضعون لأي طرف آخر.
غادر جباري بعد أن عاد مكتب التربية والتعليم للدولة وعادت المدارس للتربية وعاد الطلاب لمدارسهم، غادر وفي حقيبته التزام اخلاقي وتعهد أدبي بإخلاء جميع المؤسسات والمكاتب الحكومية وإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين الشرعيين.
غادر جباري وفي جعبة فرع البنك المركزي بتعز مليون دولار ومثلها ما يوازيها بالعملة اليمني للجرحى تكاليف علاجهم ومتطلباتهم، غادر تعز والدبة الغاز ب2500 ريال فقط لا غير.
غادر تعز وفي حقيبته ملف ممتلئ بمتطلبات تعز الدنيا الذي وعد بأنه سيغادر تعز لمهمة واحدة فقط هي إنجاز تلك المتطلبات وإخراجها من ملف حقيبته ليترجمها واقعاً حقيقياً على أرض تعز ورحاها.
غادر تعز وفي حقيبته أمر رئاسي بصرف مليارين كنفقات تشغيلية للمكاتب التنفيذية بالسلطة المحلية ودعماً للمؤسسة الأمنية ومتطلباتها.
غادر وفي حقيبته أمر رئاسي يقضي بصرف الموازنة المطلوبة للمكاتب التنفيذية..
غادر وفي حقيبته أمر رئاسي بصرف رواتب موظفي تعز بشكل منتظم شهرياً ودون أدنى تأخير..
غادر تعز وفي حقيبته مستقبل تعز ورونق تعز ولون تعز وشكل تعز وحلم تعز المنشود.
غادر جباري تعز بعد إن جبر خاطر تعز وجبرت تعز بخاطره، غادر تعز وفي قلبه تعز وفي قلب كل مواطن تعزي جباري.
غادر جباري تعز، فهل سيغادر بعده البنك المركزي مرة أخرى، وهل ستقفل بعده المدارس أبوابها بعد أن تم إخلاؤها وفتحها، وهل سيغادر مجددا أبناء تعز إلى عدن لقطع جوازاتهم، وهل سيعود فتح السجون الخاصة وإغلاق السجن العام، وهل ستقفل إدارة البحث والمرور والأمن أبوابها في وجه أبنائها، وهل سُيغلق الحساب العام للسلطة المحلية ليحل بدلاً عن ذلك الحسابات الخاصة مجدداً في البنوك الأهلية، هل بمغادرة جباري ستغلق تعز نوافذها في وجه الدولة وستفتح أبوابها للملشنة، وهل بمغادرة جباري ستغادر تعز العامة وستحضر تعز المخصخصة؟!!
لا أظن أن مسؤولينا في تعز بعد مغادرة جباري لها سيرتضون أن تذبل قاماتهم العالية وتنحني كرامتهم السامقة وتصغر هاماتهم في أعين أبناء تعز..
فان ارتضى مسؤولو تعز بعد ذلك أن يعودوا للخلف خطوة واحدة فقط فليثق أبناء تعز أن لا خير اذاً في مسئوليهم دون استثناء..
وليعلم مسؤولو تعز أنهم لا يستحقون إلا أن يرمى بهم في سلل مهملات مزابل التاريخ، فمن يرتضي كسر تعز فلا طاعة له ولا أمر له ولا سلام عليه..
ومن يرتضي لنفسه أن يكون تابعاً فليس أهلا لان يُصبح متبوعاً لتتبعه تعز وتقف خلفه.
تعز مدينة خُلقت للحياة والعيش في كنف الدولة والخضوع للنظام والقانون..
ولم تكن تعز ذات يوم مدينة طائفية او عنصرية او مدينة للتفرقة والتمييز..
ومن أجل ذلك احتضنت تعز ابن محافظة ذمار (جباري) الذي قاتل من أجل حياة تعز.
ونبذت وقاتلت تعز أبناءها المارقين المنتمين لها الذين قاتلوا حياة تعز من أجل موتها..
تعز مدينة من يحبها ومن يخلص لها بغض النظر عن أصله وفصله وحسبه ونسبه.. وتنبذ من ينبذها وينبذ مشروعها المدني حتى وإن كان حسبه ونسبه وأصله وفصله وولادته وحياته وانتماؤه وانتماء أبيه وجده وجد جد جده من أصل تعز ومن صُلبها.
تعز مدينة الدولة، والنظام والقانون، بذلك تحيا وتعيش وتنحني لمن ينحني للنظام والقانون، وبغير ذلك لا يمكن لتعز أن تقبل عيشاً وحياة.
يا مسؤولي تعز.. تعز أحبت جباري ليس لأنه جباري بل لأنه أحب تعز واثبت حبه وإخلاصه لتعز، فتنافسوا اليوم لنيل حُب تعز، فُحبها لكم أفضل من بغضها لكم، فإن أردتم تعز أن تبغضكم، فذلك من صنيعة أنفسكم، وإن أردتم تعز أن تحبكم فذلك أمره بيدكم، والحُب بكم أولى.
