تختلف الحياة كثيراً في المناطق المحررة عن الحياة في المناطق التي تحت سيطرة الانقلابيين في كل نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها..
فالحياة في ظل المقاومة عزة وشموخ وحرية، تعيش حراً كريماً أمرك بيدك تمارس حياتك مثلما تريد بكل أريحية تذهب أينما تريد وتفعل ما يحلو لك تقول ما تشاء وتكتب ما تشاء وتمدح من تشاء وتنتقد من تشاء لا أحد يفرض أمره عليك أو يراقبك او يترصدك أو يشك فيك أو يبتزك لا باسم الخمس ولا المجهود الحربي ولا المولد النبوي ولا بيوم الغدير ولا بعيد الولاية ولا بغيرها من المناسبات والمسميات الخرافية.
صحيح أن هناك بعض السلبيات والاختلالات الأمنية والعوائق الاقتصادية في المدن المحررة مثل البطالة وانقطاع الرواتب والمشاكل الأمنية التي هي ناتجة أصلاً عن حصار الإنقلابيين لهذه المناطق والقصف العشوائي الذي يشنونه على الأحياء السكنية والأسواق وغيرها واستيلائهم على موارد الدولة ونهبهم للخزينة العامة والمعونات الاغاثية والدوائية.
ولكن كل تلك الظروف والمشاكل التي يعانيها الناس في مناطق المقاومة محدودة وتهون ألف مرة عن ما يعانيه الناس في مناطق الانقلابيين من ذل وهوان وابتزاز وجباية وسلب للكرامة والإرادة واعتقالات تعسفية وإخفاءات قسرية وتكميم أفواه والخوف الدائم، فهم يموتون في اليوم مئة مرة فممتلكاتهم وأموالهم ليست لهم خالصة، فهم وما يملكون ملك السيد.
لقد ذاق الناس ذرعاً بالانقلابيين فهم يتمنون ويدعون الله ليلاً ونهاراً أن يعجل بقدوم المقاومة إليهم لتزيح عنهم ذلك الكابوس المهين الذي أقلق مضاجعهم والغمة السوداء التي أظلمت حياتهم وجثمت على صدورهم..
إنهم مغلوبون على أمرهم يرددون قول الشاعر:
(لا تسقني كأس الحياة بذلة،
بل اسقني بالعز كأس الحنظل) .
ولسان حالهم يقول:
جحيم المقاومة ولا جنة الحوثي.
