تدشين العام الدراسي الجديد 2017/ 2018، كاد يبدأ في المحافظات اليمنية، مع دعوات الإضراب الشامل من النقابات ذات العلاقة بالعملية التعليمية ومنها نقابة المعلمين في تعز، لكن حال تعز في تقديري يختلف إلى حد كبير، فتعز عليها حصار وفيها حرب استنزاف، وهي الآن واقعة حقيقة بين ركود العملية التعليمية ورقود الحكومة الشرعية! بسبب ضياع وانقطاع المرتبات بين ضروس وأنياب سباع دولة الفنادق وحكومة الكنبات! المعلمون والأكاديميون، والطلبة والطالبات وأولياء أمورهم كلهم حائرون تائهون، جميعاً ينتظرون يوم الافتتاح ويتطلعون إلى رئاسة الدولة الشرعية، إلى دولة رئيس الوزراء، إلى وزير التربية والتعليم، يُقلّبون وجوههم وأنظارهم في سماء القيادات العليا في الدولة لعلهم يُولّونهم قِبلة مالية يرضوها، حتى يوجِّهوا وجوههم شطر مدارسهم، ومعاهدهم، وجامعاتهم، ولعل الدولة تتخذ القرار المناسب الذي يرضوه، ولن يرضيهم من قرارات إلا قرار دفع مرتبات، المعلم في التربية، والأكاديمي في الجامعة، والموظف في المؤسسة، هذا أولاً، ثم يأتي -ثانيا- وهو فتح المدارس للتسجيل والتدريس والتربية والتعليم، وأي حلول ومساهمات مجتمعية داعمة تأتي بعد ذلك أو تكون مرافقة للاستجابة بالتزامن، لكن يظل المفتاح والخطوة الأولى بيد الدولة، فهي الضامن الحقيقي والمسؤول الأول..
🎯 الكتب المدرسية المتوفرة عند الباعة تعرض في المكتبات والأكشاك والبسطات في بداية هذا العام الدراسي، لكن السوق التعليمي والتربوي في المدينة راكد والبورصة العلمية والتعليمية والتربوية هابطة إلى أدنى مستوى قياسا بالأعوام السابقة، فالعرض لا يقابله طلب، اليوم في تعز بضاعة العلم والعلماء والمربون والمؤدبون مزجاة غير رائجة، لأن المدارس الحكومية في تعز مغلقة من الدولة باللازم، والمدرس جيبه مغلق من الدولة أيضا باللازم، ونتيجة ذلك فمعدته مغلقة منذ سنة، وفمه مغلق ومختوم بالشمع الأحمر. وعليه فإن العملية التعليمية مغلقة حتى إشعار آخر، ولا إشعار من الدولة حتى كتابة هذا لأنها دولة مغلقة على تعز، وحكومة خزائنها مغلقة على تعز، بكل ما تحمل كلمة (مغلقة) من معان سلبية وسيئة؟!
لقد قام المعلم والأكاديمي المتواجد في تعز المدينة والحرب والحصار خلال العام الدراسي الماضي وما قبله بأداء واجبه على قدر إمكاناته بالمجان منه، وكان البديل بقليل من المال الدعم الذي يسد به الرمق، وساهم بعض أولياء الأمور في تحريك عجلة العملية التعليمية بأولادهم وبناتهم من خريجي وخريجات الثانوية والجامعة للإسهام المباشر والتغطية بتعاون مكتب التربية والتعليم ومعه منسقية المجلس التربوي التعليمي المنبثق من المكتب والجيش والمقاومة وأهل العلم والمال ومنظمات أخرى، وبتعاون من الحاضرين في السلطة المحلية على استحياء، والحمد لله انتهى العام الدراسي المنصرم بسلام ونجاح في غياب تام من الدولة الشرعية ومؤسساتها، وترك متعمد من الحكومة الانقلابية غير الشرعية، بمعنى قام المعلم بدوره وواجبه ولم يتأخر، وقامت مؤسسات المجتمع بدورها وواجبها ولم تتخلف، إلا أن الدولة لم تقم بدورها وواجبها تجاهه وأغفلته تماما فصادرت حقوقه ومستحقاته المالية وولّت ولم تعقِّب؟!
🎯 فيا مسؤولينا في الشرعية قليل من السير إلينا ولو خطوات، قليل من النظر إلينا ولو بعين واحدة، قليل من الالتفات إلينا ولو بنظرات مالية خاطفة من حقنا المكتسب، نظرة شرعية منكم، هي واجبة عليكم لمدينة تعز لإنقاذ وضعها التعليمي، وحق مكتسب لها عليكم لا يسقط بالتقادم، لفتة طيبة يا هؤلاء إلى معلم تعز، إلى أكاديمي تعز، إلى موظف تعز، إلى مدرس تعز، إلى مدرسة تعز، إلى جامعة تعز، إلى مواطن تعز، يا قيادتنا في الشرعية في عدن والرياض، تضحيات تعز تحتاج إلى اهتمام وعناية ورعاية، تعز أركعت الأعداء وكسرت شوكتهم في الداخل والخارج فاسجدوا لها بحقها يا قومنا وشرعيتنا في الداخل والخارج؟!.
🎯 معلمو تعز يقولون لكم، نحن هنا في الميدان علّمنا ودرّسنا وقرّأنا حين اشتداد الحرب وحين اشتعل وطيسها، نعمل ونكفل بلا مرتب ولا بصيص أمل منكم في العام الدراسي الماضي وقدرنا ظروفكم ولكنكم لم تقدروا ظروفنا، اليوم نناديكم بحقنا عليكم، نداء الحق والواجب واستشعار المسؤولية، نداء الاستغاثة أن ادفعوا مرتباتنا، ولكنكم صم بكم لا تجيبون، لهذا صرنا في تعز بين لا مجيب ولا حبيب ولا قريب، حتى صار حال المعلم في وطنه غريب، وفي وزارته أمره عجيب، وكأننا نزيح من على ظهورنا جبل، قد حط علينا، أو نكركر الجمل (نزقزقه، ندخدخه) لنبحث عنده عن بسمة سريعة، أو ابتسامة خاطفة، ننتظر منه أن يبتسم لنا فقط ابتسامة ولو صفراء، فلا نريد منه أن يضحك لنا ويداعبنا ويُسلّينا فذلك شأو بعيد المنال، خصوصا لنا في تعز من بين سائر المحافظات؟!، درزن من الشهور، شهر يتبع شهراً، وموقفكم كله قهر يلحق قهر، وظلم في السرّ والجهر، وفساد يحكمنا وقد قسَم الظهر، وحاصرنا من البر والجو والبحر؟!.
🎯 إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت! فاستحوا على أنفسكم يا قيادات دولتنا وحكومتنا الشرعية، قليل من الحياء، قليل من الخجل، قليل من الوجل، قليل من الوفاء لتعز، قليل من الاحترام لأبناء تعز وطلبة تعز وطالباتها، المعلمون والأكاديميون والموظفون ينادون فيكم الضمير الحي، والحس اليقظ، ويناشدون فيكم الله، ثم الدين والوطن والإنسانية والمسؤولية التي تحملتموها والثقة التي نلتموها من هذه المدينة والمحافظة المجاهدة المقاومة المضحيّة أن ترحموا بقايا أطفال مدينة تعز من آلة الحوثي الحاصدة لتنتشلوا الأبناء من الأفناء وتعيدوهم إلى مدارسهم، فهي ملاجئهم من الحرب وقذائفه، ملاجئهم من الجهل والتجهيل والأمية، مدارسهم ملاجئهم العلمية، المعلمون والأكاديميون هم الحصن الحصين والأكنان الواقية والقلاع الحامية للأطفال والتلاميذ والطلبة والطالبات في مختلف مراحل التعليم من ظلام الجهل وظلم الحرب المفروضة، وحمم القذائف الغازية الملتهبة الملتهمة، وعصابات التطرف والإرهاب، وجماعات الإنقلاب وعمَائم الإمامة مخرجات21 سبتمبر السوداء؟!