في مدينة تعز- مساء أمس- تطايرت أشلاء أطفال المدينة واختلطت دماؤهم بعظامهم التي تهشمت وتفتت أثناء ما كانوا يلعبون جوار مساكنهم في (شعب الدبا) بحوض الأشراف جراء قذائف متوالية أطلقها الانقلابيون على المدينة لتحصد أرواح البراءة الطفولية وتحوّل أجسادهم الصغيرة إلى قطع وأجزاء تناثرت فوق جدران منازلهم والتصقت أحشائهم الصغيرة برصيف شارعهم .
اهتز الضمير العالمي والأممي أمام صورة الطفلة بثينة (شفاها الله) أثناء محاولتها فتح إحدى عينيها جراء إصابتها في إحدى غارات طيران التحالف في صنعاء واشتعلت كل مواقع المنظمات الإنسانية تنديداً وشجباً واستنكاراً لإصابة الطفلة بثينة جراء تلك الغارة الطيرانية .
ولكن في المقابل غاب ذلك الضمير العالمي الغير حيادي واندثرت أصوات وأنات منظماته الإنسانية أمام كل بشاعة الإجرام الانقلابي التي حصدت قذائفه وصواريخه الكاتيوشيا ورصاصات قناصاته في محافظة تعز حتى الآن قرابة 670 طفلاً قتيلاً وأكثر من 1300 طفل جريح .
الطفلة جنات التي مزقت عيناها وروحها شظايا قذائف الانقلابيين قبل يومين لم تكن خاتمة الضحايا للجُرم الحوفاشي المشترك الذي يذبح تعز وأطفال تعز في ظل صمت مخزي ومعيب من قبل أصحاب القرار الدولي.
ليتمادى الانقلابيون في بشاعة إجرامهم جراء ذلك الصمت المُهين باستمرار بشاعتهم وتوحش آدميتهم من خلال إرسال قذائفهم المستمرة لتحصد أرواحا بريئة لأطفال أبرياء تسببت تلك القذائف في فصل رؤوسهم عن أجسادهم وخلطت عظامهم المفتتة بدمائهم النقية لتكون نتيجة ضحايا مجزرة أمس في تعز حتى هذه اللحظة عدد أربعة أطفال قتلى والعديد من الأطفال الجرحى .
وبالتأكيد لن تكتفي أو تتوقف جرائم الانقلابيين عند ضحايا المجزرة التي طالت أطفال تعز جراء قصفهم لأحياء تعز ومساكنها بل ستستمر بقذاراتها الوحشية في مواصلة قصفها اليومي لتحصد مزيداً من أرواح الأطفال الأبرياء والمدنيين لتحقق بذلك رقماً قياسياً إجرامياً يؤهل الانقلابيين الدخول في موسوعة غينيس لتصدرها حصاد أكبر عدد لضحايا الأطفال التي حققتها قذائفهم في محافظة يمنية تُدعى تعز .
من ينتظر في تعز غوث او نُصرة ذلك الضمير العالمي المشوه والمنحرف في إنقاذ أرواح أطفالنا والنوح والبكاء والتحسر على أجساد البراءة الممزقة ولو حتى بالإشارة بإصدار بيان تنديد عقيم يدين جرائم الانقلابيين في تعز فليعلم أنه يحلم بالخيال بعيدا عن الواقع المُعاش..
فخلاص أطفالنا وإنقاذ أرواحهم من جرائم الانقلابيين المستمرة لن يتحقق إلا من الداخل عبر التحام جيشنا الوطني في زحف جماعي بإرادة انتصار جماعية في غزوة تحريرية تبدأ من جبهة مدارات غرباً ولا تتوقف إلا في ميناء المخأ ومن جبهة القصر شرقاً حتى الوصول إلى نقيل السياني .
على تعز أن تعلن ساعة الصفر التحريرية لاستعادة كل تعز، فنجاة أرواح أطفالنا وإنقاذهم من القتل اليومي مرهون بنا نحن فقط وليس بأحد سوانا .
لا حاجة لنا للتعاطف العالمي..
التعاطف لا يحقق نصراً ولا يُعيد حقاً ولا ينقذ روح طفل
نحن بحاجة للتكاتف الداخلي لنُعلن نصراً تنشده أجيالنا القادمة .