وجدت قبل فترة دعاوى خافتة انتهك حق قائليها في ممارسة حق الكلام وتم تصنيفهم كجبهة مشبوهة لمطالبتهم بمراجعة موروثنا الإسلامي.
كانوا يتحدثون حول الموروث الإسلامي العام، ولم يتطرقوا للموروث الشعبي الخاص باليمنيين بعد، فتربصت بهم العقول شراً لجرءتهم على قدسية النصوص الدينية.
وتم التصدي والتشنيع على أي دعوى تضلل المسلمين عن دينهم القويم ولله الحمد.
وبعد أن حلت الكارثة باليمن مؤيدة بهذا الموروث والحق الإلهي المثبت بهذه النصوص تنبه الكثيرون أن الأمر ليس هلوسة جماعة تريد أن تسود فقط.. بل إنه حق إن لم تؤمن به فأنت منافق وكافر بهذا الدين القويم.
انتفضت عقول كثيرة تنبش في هذا الموروث الذي سيّدهم على رقاب الخلق وصار حق البحث واجباً على كل من يرى الإسلام دين حرية أولا وآخراً.
وحق لنا أن نشكر الحوثيين، فبفضل وجودهم المميز جداً في حياتنا هدم معول العقل تلك الجُدر التي وقفت طويلاً في وجه البحث في هذا المضمار.
وصار العقل اليمني الراكد يلتفت بقوة لدعاوى مراجعة التراث الملغمة من قبل عنصرية هذه الجماعة على مر التاريخ الإسلامي.
واستيقظ اليمنيون على موروثهم الخاص من قصص تاريخية وعبارات وأمثال وأغانٍ شعبية وأناشيد أعراس ومناسبات وشواهد في كل نواحي حياتهم، وقد لغمها ذلك الفكر العنصري الطائفي الذي يصطفي هذه السلالة ودونها عبيد ومحكومين فقط، عليهم أن يتوسلوا بهم الله والجنة ودونهم عقيدتك فاسدة وأنت منافق.
لقد كان التدرج من قبل الحوثيين لفرض هيمنتهم الدينية قديم وما زالوا يتدرجون بصبر لفرض فكر معين يضمن لهم هذه الهيمنة القدسية بحق إلهي لا يجوز معارضته شرعاً.
وإذا فتراثنا الديني والشعبي هو جزء من المشكلة إن لم يكن أساس المشكلة.
والتدرج في فرض الفكر الشيعي يمر ببطء مباغت..
وسيأتي يوم لن يتعرف البسطاء على الصائب في معتقداتهم وسيؤمنون بما جاء به ولي أمرهم ما دام من عند الله كما هو في موروثهم.