الحوثيون هم مجرد التسمية المعاصرة والنسخة الأجد لمشروع الهاشمية السياسية المزمن والأشد خطراً وفتكا باليمنيين منذ مجيء يحي الرسي إلى اليمن بمشروعه السلالي المقيت الناسف لقيمة الدين الإسلامي الأهم والأسمى وهي المساواة.
لم تندمج هذه السلالة في المجتمع اليمني لأنها نبتة غريبة عنه أصلا وقررت أن تظل غريبة وتعيش كجالية كما وصفها الشاعر الثائر عبد الله حمران في أبياته الشهيرة لأن الاندماج في اليمنيين ومعهم هو الخطر الوجودي بالنسبة لها ولأوهامها ففكرة المواطنة المتساوية هي ما تقاتل وتحارب كي لا يتحقق وهذا ما نراه اليوم واقعاً دامياً لأنها ستفقد مفاتيح ادعائها بأحقية الحكم عبر الاصطفاء الإلهي، ترعبها فكرة الصندوق والاختيار الشعبي لأنها عصابة عرقية مصممة أن تظل كذلك وتتمايز عن جموع الشعب وبالتالي ستخسر في زعمها وأوهاهما أي سبيل للسلطة كما يراه الأسوياء.
وهذه الاستماتة في منع الاندماج نراها واضحة وجلية وراسخة في منعهم بل وتحريمهم لموضوع المصاهرة بهم حتى وصل الحال إلى إباحة دم من يتزوج هاشمية كما في كتبهم الموثقة، عصابة عرقية تخشى الذوبان في المجتمع لأن لا مقومات أخرى لديها البتة في أن تتبوأ مكانة مرموقة في السلم الاجتماعي - الذي فرضته علي اليمنيين علي شكل طبقية هم رأس هرمها – سوى ادعاء الدماء النقية والزرقاء المتناسلة من خرافة آل البيت.
لا علم إلا الشعوذة والخرافة
لا مال إلا ما نهبوه أو استحلوه أو تحايلوا على امتلاكه من أموال وأراضي اليمنيين
لا قوة إلا أولئك المغرر بهم من اليمنيين المقاتلين في صفوفهم معتقدين أن الأمر فعلا دين!
لا خدمات من أي نوع يقدمونها للمجتمع الذي تحقّره الهاشمية بكل طبقاته أصلا وتراه خادما لها يجب أن ينال شرف خدمتها والدفاع عنها!
وبماذا يسود الناس في مجتمعاتهم إلا بهذه الأربع؟
حتى حين انخرطوا في العمل السياسي والحزبي كونوا أحزاباً مجهرية لم ينتم لها فضلا عن أن يصل لأي مستوى قيادي فيها إلا هذه السلالة التي تتناحر حتى بينها البين كما رأينا في تناحرات حزب الحق واتحاد القوى الشعبية وفشلت في كل الانتخابات في دخول البرلمان إلا بثلاثة إلي سبعة مقاعد من أصل ٣٠١.
إذ لم يبق لهم إلا البقاء في هذا الكانتون الاجتماعي المسمى "هاشمية" وتكوين مليشيا مسلحة والاستمرار في التدليس القديم دينيا في - بيئة يحرصون على أن تظل جاهلة ومتناحرة -عن وجوب وضرورة محبتهم وموالاتهم وتسييدهم هم دون سواهم وإلا لا إيمان ولا دين لمن يرفض هذه الفكرة التافهة.
هاهي المقابر تمتلئ بهم دفاعاً عن هذا الوهم وسيظلون على هذا الحال إلى أن يستيقظ اليمنيون للمرة الثانية والأخيرة لدفن هذا الوهم وهذه الجائحة إلى الأبد بكل حواضنها الفكرية وتجريمها دستوريا والعمل على إنشاء أجهزة خاصة ورسمية عليا لمكافحة الإمامة وكل ما يمكن أن تكمن فيه عقب هزيمتها المحتومة والعمل على دمج هذه الفئة في المجتمع بقوة القانون وهو ما سيؤدي إلى نسف الطبقية التي بنوها قبل مئات السنين في المجتمع اليمني.
إنني لا أستعجب أبدا من دفاعهم واستماتتهم كعصابة طائفية (ضارة) حول وهمهم الخاص فهم على الأقل يقاتلون على مكسب الملك " السلطة والسيادة " إنما كل العجب والقهر هو من مسانديهم وأتباعهم من بقية اليمنيين من أولئك الجهلة والخونة لذواتهم وإنسانيتهم الذين يموتون من أجل العبودية بأبشع صورها وأحقر تجلياتها عبر التاريخ!