;
مجيد الضبابي
مجيد الضبابي

معركة كسر الحصار، انتصار الإرادة 1200

2017-08-26 04:30:47

شكلّت معركة كسر الحصار على مدينة تعز حدثاً مهماً وإنتصاراً عظيماً لإرادة أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وعملت على إنهاء معاناة سكان مدنية تعز إلى حد كبير، فقد ظلت مليشيات الحوثي تسيطر على المنفذ الغربي للمدينة لفترة طويلة وأذاقت المواطنين- في معبر الدحي- ألوان العذاب، وجرعتهم مرارة الحصار، ومنعت دخول اسطوانات الغاز والمواد الغذائية للمدينة بحجة تزويد المقاومة بها، ناهيك عن حالات القتل المتعمد للنساء والشباب، والضرب والاعتقال..
 أصناف من العذاب والتجويع والترويع طالت سكان المدنية في معبر الدحي.. كل هذا الكم من المعاناة والأبطال يخوضون معارك ومواجهات في أكثر من منطقة وحي ضد المليشيات وما إن اقترب الموعد لرحيل جماعة الموت كان تاريخ 10 من شهر مارس 2016م حاسماً للأبطال فيه تم تحرير مواقع الجبهة الغربية والبداية من معبر الدحي ثم جامعة تعز وحي بير باشا وتبة الأرانب وتبة الخوعة وتبة الأريل ونادي الصقر وتبة قاسم وتبة عقلان وتبة أمين ومنطقة عقاقة والجبالي وشارع الثلاثين والمنشآت النفطية والسجن المركزي، في المقابل كان الأبطال في جبهة الضباب يصنعون التاريخ ويمرغون أنف العدو بمنطقة المقهاية التي كانت أشبه بمعبر الدحي كما تم تحرير التبة الحمراء وتبة الشيباني وتبة الخزان وتبة المقبابة وحدائق الصالح، واستبشر الناس بكسر الحصار وعمت الفرحة بهذا الانتصار..
المنعطف الأبرز أن فتح خط الضباب لم يستمر أكثر من أسبوع واحد، حقيقة مرة فرضتها طبيعة الحرب، وفارق السلاح والآليات العسكرية التي عززت بها المليشيا مقابل إمكانيات الجيش الوطني في تلك الفترة فقد تم التوغل من منطقة الصياحي وصولاً إلى منطقة المقهاية في الضباب وفرض حصار خانق على المدينة استمر حوالي 6 أشهر، هذه الفترة سيطرت المليشيات على الشريان الوحيد (خط الضباب) الذي يربط بين تعز والتربة وعدن، زادت معاناة المواطنين في مناطق جنوب غرب المدنية وسلكوا طرقاً بديلة جبلية ووعرة، والكل تابع مشاهد المعاناة والصمود في صبر وغيرها من الطرق.. 
للصبر حدود.. ومع تولي قيادة جديدة لمحور تعز ممثلة باللواء الركن/ خالد فاضل، كرّس كل الجهود للترتيب والإعداد لمعركة كسر الحصار، معركة نفذها أبطال اللواء 17 مشاة بقيادة نخبة من الضباط والقادة الميدانيين وبمشاركة عدد من الفصائل..
الموعد كان 20 من شهر أغسطس من نفس العام عندما شن الأبطال في جبهة الضباب هجوماً كاسحاً على مواقع العدو في منطقة المقهاية التي فيها فجّرت المليشيا عبارات المياه والخط ونصبت حواجز تراتبة وحجرية كبيرة لمنع تقدم قوات الجيش الوطني ولكن كل ذلك تهاوى أمام ضربات الأبطال المحكمة وسقطت المقهاية ثم التوغل والسيطرة على منطقة الصياحي المطلة على حذران، وعلى طول الخط حررت مواقع تبة المقبابة وتبة الشيباني وتبة الخزان وحدائق الصالح والتبة السوداء التي فيها قتل أبرز القادة الميدانيين في صفوف المليشيا أبو عاطف مع 7 من أفراده. في نفس الوقت كان أبطال الجبهة الغربية يخوضون معركة مصيرية عنوانها الانتصار ولا شيء غيره في تحرير جبل هان هذا الجبل الذي قتلت منه المليشيات العشرات بقنص مباشر سواء في شارع الثلاثين وفي السجن المركزي والمليحة، ناهيك عن القصف الممنهج الذي طال منازل المواطنين في عقاقة والجبالي وسبب نزوج جماعي للأهالي.
 أسود الجبل سطروا بطولات خالدة وتم تحرير الأجزاء الشرقية من الجبل ثم الجهة الجنوبية منه وسط إستمرار للمعارك لليوم الثاني على التوالي ومع غروب شمس يوم 21 أغسطس كان الأبطال على موعد مع الانتصار وتحرير جبل هان كاملاً وتأمين خط الضباب..
خفف هذا الانتصار من معاناة الناس ورفع عن كاهلهم وطأة الحصار الخانق، وخرجت الأسر إلى الضباب قوافل لتتنفس الصعداء، مشهد عبر عن فرحة الانتصار عندما وضعت بعض الأمهات على صدور أبطال الجيش الوطني أكاليل الزهور والورود، ناهيك عن قطع الحلوى لكل الذين يقفون على طول الخط لتأمين مرور المواطنين.. 
اللواء/ خالد فاضل- قائد محور تعز- قال: "بذكرى كسر الحصار نريد هنا أن نقول لمن يردد ماذا عمل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز وما هي منجزاتهم نقول لهم فقط يكفي أنّا فكينا الحصار عن المدينة التي كاد أن يخنق ساكنيها جراء الحصار الخانق الذي فرضته مليشيات الإنقلاب على تعز". 
وأضاف اللواء فاضل: "بفتح خط الضباب تنفس أبناء مدينة تعز الصعداء وشهد الخط يومها حشوداً لم تخرج من قبل، ومرت الأفواج ذهاباً وإياباً من وإلى المدنية". 
وختم اللواء فاضل حديثه المتقضب بتحية وإمتنان لكل الأبطال فقال: "معركة كسر الحصار كانت عملاً تم بتكاتف الجميع وبتخطيط محكم خططه القاده ونفذه الأبطال".. 
أحد أبطال معركة كسر الحصار العميد الركن/ أمين جعيش- أركان حرب اللواء 17 مشاة- قال: "إن يوم 21 أغسطس من عام 2016 يعتبر يوماً تاريخياً للعودة إلى الحياة وستظل تذكره الأجيال في محافظة تعز التي عاشت الحصار وعانت منه، وشهدت معركة التحرير".
وأضاف: " لقد فرضت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح حصاراً ظالماً على السكان وقطعت الطريق العام في منطقة الضباب وإغلاق المنفذ الغربي للمدينة وكان لزاماً علينا من فتح الخط وكسر الحصار وبدأ العمل في معركة استمرت أسبوعين ارتقى خلالها 30 شهيداً و147 جريحاً، ارتوت الأرض بدمائهم من أجل أن يعيش أنباء تعز دون حصار". 
العقيد/ عبده حمود الصغير- رئيس عمليات اللواء 17 مشاة وقائد جبهة الغربية- خاض بالرجال بطولات خالدة في معركة كسر الحصار وتحرير جبل هان وتأمين خط الضباب قال: "لا شك أن 21 من أغسطس 2016م مثل يوماً مفصلياً في تاريخ الفعل المقاوم في تعز خاصة وعلى مستوى اليمن عامة، حيث انبثق نور الحرية وكسر حصاراً ظالماً جثم على صدور أبناء تعز فتنسموا عبق الحرية، كان أبطال الجبهة الغربية أكثر شموخاً وهم يقفون على صخور جبل هان ينظرون إلى الخط الأسود تنساب فيه السيارات ذهاباً وإيابا وتخرج مواكب المدينة لتضع أكاليل الورد والزهور على رؤوس هؤلاء الأبطال من سطروا عظمة المرحلة بدماء زكية سقطت على تراب عقاقة وفي جوار السجن المركزي وعلى صخور جبل هان لكنهم شعروا بالراحة تنساب على أرواحهم وهم يشاهدون فرحة تعز على وجوه الأطفال". 
وأضاف: "مر عام على كسر الحصار فهل أوفينا للشهداء حقهم وهل عرف أبناء تعز فضلهم، وهل ندرك أن الأبطال لازالوا يربطون في جبل هان وغيره من المواقع ويسهرون في مواجهة الرصاص والقذائف ليبقى شريان تعز مفتوحا، لقد أصبح الجبل صديقا لا يمل".
المقاتل القائد إبراهيم دماج قال:" عندما تجد آلاف بل عشرات الآلاف من أبناء شعبك بالأخص مدينتك الحالمة، محاطين بالخوف والجوع والحصار لاشك بأن كسر حاجز الحصار مثّل فرحة كبيرة بإنتصار عظيم كنا ندرك جميعا بأن "حدائق الصالح" و"نقطة الهنجر" وجبل هان "هي شوكة العدو، وكسر هذه الشوكة. كان لها ثمنها من التضحيات الجسيمه لدى رجال التحرير". 
واعتبر إبراهيم دماج أن الجبهة الغربية جبل هان وخط الضباب أحدهما الشريان والآخر القلب النابض فجبل هان هو القلب النابض لا يعمل على تأمين الجبهة الغربية فحسب بل على تأمين كل جبهات القتال داخل المدينة".
وأضاف دماج:" برغم تلك التضحيات وبرغم الألم الذي عانته القوى التحررية والعناء الشديد في تحقيق التحرر إلا أن الفرحة بإلتحام الجبهات وفك الحصار الخانق على الجميع كان أعظم فرحة امتزجت بأهازيج النصر ومواويل الشموخ ونشوة التحرر". 
لا شك أن معركة كسر الحصار شارك فيها كثير من الأبطال من الألوية المختلفة وفصائل المقاومة وكثير من المشائخ والرجال الشرفاء. 
 حاولنا بهذا التقرير أن نبتعد عن ذكر الأسماء لأن القائمة تطول وكثير هم الأبطال الذين صنعوا النصر سواء الشهداء أو الجرحى والذين لا يزالون مرابطين في الجبهات وفي ومواقعهم المختلفة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد