تلعب هذه الدولة أدواًر هامة وعملاقة حيثُ تعد الكويت من أقدم الدول في المنطقة وهي صاحبة خبرة سياسية ودبلوماسية طويلة ولذلك تتمتع القيادة السياسية لهذا البلد برؤية ثاقبة ومسؤولة.
وأنا أتصفح موقع فيسبوك الأكثر شهرة بين مواقع التواصل الاجتماعي صادفت أحد المنشورات لناشط شبابي يسأل من هي الدولة التي تحب اليمن وتريد له الخير بصدق وكانت أكثر إجابات اليمنيين هي دولة الكويت وهذا ما جعلني أراجع مواقف هذه الدولة مع اليمن وأغلب دول المنطقة عبر التاريخ فوجدتها مواقف بيضاء ناصعة تدل على عظمة سياسة البناء وتصدير الخير للجوار التي تنتهجها القيادة السياسية في دولة الكويت.
منذ ستينيات القرن الماضي وعقب قيام الجمهورية اليمنية شاركت الكويت في عجلة البناء والتنمية في اليمن في جميع المجالات منها التعليمي والخدمي كبناء المدارس والجامعات والمستشفيات وتعبيد الطرق وكل ذلك بدافع أخوي يعبر عن حميمية العلاقة بين دولة الكويت وأشقائها في دول الخليج بما فيهم اليمن على وجه الخصوص، وبالرغم من خروج مجموعة من اليمنيين في عهد المخلوع صالح بمظاهرات مؤيدة لصدام حسين أثناء غزو الكويت إلا أن الإدارة السياسية الحكيمة لهذا البلد تفهمت تماما أن لا علاقة لهذا الشعب الممتن بحق لما تقدمه الكويت حكومة وشعبا لليمنيين بتلك المظاهرات التي كانت تعبر عن صوت نظام المخلوع أعمى البصيرة ولم تتوقف عن مد يد العون والمساعدة وفتح صفحة جديدة من التعاون والتسامح بمؤشر عملي كبير يخبرنا عن دولة حرة وذات إرادة حقيقية ومؤسسات عملاقة تديرها قيادة حكيمة تسعى للم شتات المواقف العربية المتناثرة في المحيط الهندي والأبيض المتوسط .
لا أبالغ إن قلت بأن دولة الكويت عالقة في أذهان كل اليمنيين بما قدمته لهم بدافع الإخاء وصدق العلاقة سيما تلك المساعي الرامية لإيقاف نزيف الدم في اليمن وجمع كلمة اليمنيين بمؤتمر الكويت الذي استمر لأشهر ولم يكُتب له النجاح بسبب تعنت الإنقلابيين.
دولة الكويت التي تقف بجانب الشعب اليمني في هذه المحنة وتدعم مشروع استعادة الدولة والأراضي المختطفة تثبت يوما بعد آخر أنها دولة تحترم مؤسساتها ولا تتدخل في شؤون الغير ولا تتخذ من الدعم وسيلة للابتزاز وإنما تريد به المساعدة وتقديم الواجب وهذا ما تقوم به نحو مشاكل وقضايا الأمة العربية على وجه العموم وآخرها الوساطة التي يرعاها أمير الكويت بين الدول الخليجية المقاطعة لقطر متنقلا بين الرياض وأبوظبي والدوحة وباذلا لكل الجهود الدبلوماسية لتحسين العلاقات والحفاظ على وحدة البيت الخليجي .
لن ينسى اليمن أن دولة الكويت الشقيقة وقفت ولا زالت تقف بجانبه في أحلك الظروف والمحن عبر مؤسساتها الحكومية وجمعياتها الخيرية التي لا زالت إلى هذه اللحظة تتنقل بين محافظات اليمن المنكوبة وتقيم مخيمات طبية لمعالجة الجرحى ونقل الحالات الحرجة للعلاج في دول الخارج على نفقة جمعية الهلال الأحمر الكويتي فكيف للتاريخ أن لا يسجل تلك المواقف في أنصع صفحاته لتتذكرها الأجيال القادمة وتردد دوما شكرا دولة الكويت.