في تصريح صحفي لأحد أعضاء اللجنة التحضيرية للتحالف السياسي الجديد ويدعى علي شائف قال إن باب الانضمام إلى التكتل مفتوح لكل المكونات السياسية المؤيدة للشرعية بدون استثناء شمالا وجنوبا..
التصريح بحد ذاته مضحكا، ويدعو للتساؤل عن طبيعة هذا التحالف؟ وهل هو عرسا والدعوة للجميع؟ أليس تشكيل التكتلات والائتلافات السياسية بين الأحزاب تمر عبر مراحل من المشاورات ورسم الخطوات والاتفاق على الأهداف، وآليات العمل بين الأحزاب مجتمعة؟.
ما هو واضح أن مشروع هذا التحالف كان جاهزا في قالب وهذا السبب الذي دفعهم للإعلان عنه بعجالة دون مشاورة الأحزاب الأخرى، أو دعوتها إلى التشاور، وبعد الانتقادات الواسعة خرجت هذه الدعوات المضحكة، التي تكشف عن حجم الارتباك وحالة التخبط، كما أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح والإجابة على تساؤلات الصحفيين كما اخبرني عددا من الزملاء، ومن بينهم مراسل موقع عربي21..
بلا شك أن المرحلة بحاجة إلى إعادة إنعاش العمل السياسي على مستوى عمل الأحزاب من خلال الأنشطة والفعاليات بوتيرة موازية للعمليات العسكرية، وتغطية الفراغ الذي أحدثته حالة الحرب، ولكن أن يكون ذلك في الأطر التي تعزز قوة الشرعية حتى تستعاد الدولة وبعد ذلك لكل حدث حديث.
كانت القوى السياسية المؤيدة للشرعية، قد أجمعت على تشكيل تحالف سياسي، يكون حاملا لمشروع استعادة الدولة من الانقلابيين، وبدأت المشاورات على مستوى القيادات المتواجدة في الرياض على رؤية موحدة، وأهداف واضحة، ولكن وفجأة أعلن عن تشكيل تحالف سياسي جديد يضم خمسة أحزاب صغيرة الحجم والتأثير.
التكتل المعلن عنه استثناء أكبر وأهم المكونات السياسية على الساحة اليمنية، وهما حزب الإصلاح، والمؤتمر جناح الشرعية والذي ينتمي له الرئيس ورئيس الحكومة وأغلب الوزراء، إضافة إلى حزب الرشاد السلفي، فيما ضم هذا التحالف أحزاب لا يعرف عنها إلا أسماء وقيادات تظهر مع كل استحقاق سياسي، وبالرغم من أن هذه الأحزاب عبارة عن قيادات بدون قواعد محدودة التأثير إلا أنها ستمثل ظاهرة صوتية مزعجة للحكومة الشرعية خصوصاً مع حالة الاستقطاب الداخلية والخارجية، ومنازعة الشرعية صلاحيتها، وإضعافها، واختلاق مشاكل تلهي الجميع عن المشروع الوطني من خلال تشكيل كيانات موازية، ولا يختلف هذا التحالف عن ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، فكلاهما وجد لإضعاف الشرعية، ولو كان جاء تشكيله في ظرف غير هذا "أي بعد استعادة الدولة" سيكون موقفنا مختلفاً، لأننا الآن لا نعارض فكرة التحالفات، وإنما التوقيت لإعلانها.
فبحسب البيان إن من أهدافه تصحيح مسار الشرعية، وكأنه ينظر إلى الأحزاب الأخرى "الإصلاح، المؤتمر" هما الشرعية، فيما هم معارضة رغم أن لهم أشخاص في الحكومة، ويسيطرون على أغلب المناصب الحكومية والبعثات الدبلوماسية، وخذوا مثلا الناصري اكبر الأحزاب لهثا وراء المحاصصة على المناصب، ولكن يبدو أنه أوكل لهذه المكونات المتطفلة القيام بدور جبهة الإنقاذ المصرية التي مهدت الطريق أمام العسكر للانقلاب على حكومة الثورة والرئيس مرسي..
الذهاب في تشكيل كيانات سياسية وفقا لتصنيفات أيديولوجية، يفتح المجال أمام الانقسامات وتعميق التباينات والصراعات البينية في جسد المشروع الوطني وسيمثل ضربة موجعة للسلطة الشرعية، ويفتت عوامل قواتها، في الوقت الذي يتطلب من هذه القوى أن تجتمع في إطار مكون قوي، وأكثر تماسكا بما يلبي متطلبات المرحلة في استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب والشروع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، هذا إذا كانت حريصة على إيجاد أرضية مشتركة للتأسيس لدولة حديثة، كما تدعي.