;
د. عبده البحش
د. عبده البحش

رسالة السبعين إلى الحوثيين 1045

2017-08-20 04:59:52

السبعين هو ذلك الميدان المخصص للاحتفالات الوطنية الرسمية والعروض العسكرية والشبابية في عهد اليمن الجمهوري، السبعين هو ذلك الرمز الوطني الثوري السبتمبري الجمهوري الخالد، السبعين هو تلك الملحمة البطولية الثورية الأسطورية الرائعة، التي طوت صفحة الطغمة السلالية الإمامية الكهنوتية البغيضة، السبعين هو رمزية انتصار الثورة اليمنية الجمهورية على قوى التخلف والجهل والفقر والمرض الممثلة بكهنوت الإمامة الرجعية، وهو رمز تضحيات الشعب اليمني في سبيل الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، السبعين هو ذلك الصمود الفولاذي وخاتمة الانتصارات الوطنية في معركة الثورة والجمهورية ضد مفاهيم التفوق العرقي ونظريات الإرث السلالي القائم على العنصرية والطبقية المقيتة والظلم الاجتماعي بكل أشكاله وألوانه. 
إن رمزية السبعين ودلالاته الثورية والجمهورية هي ما ترعب الحوثيين يومنا هذا، لأنهم يدركون جيداً أنهم امتداد لتلك الحقبة السوداء في تاريخ اليمن، بل بقايا تلك المفاهيم المتخلفة وبقايا تلك السلالات العنصرية الطائفية المقيتة، وهم يعلمون جيداً أن الاحتشاد في السبعين هو بمثابة دق ناقوس الخطر أو ضرب المسمار الأخير في نعش سلطتهم المليشياوية الهمجية التي لن يتقبلها شعبنا اليمني العظيم مهما كانت الظروف ومهما كانت التحديات، فالحوثيون يدركون تماماً أنهم نبتة إيرانية غريبة نمت في غير بيئتها وتربتها ولذلك فكل شيء حولها يرفضها ويمقتها مما يعني أن الحوثية تحمل عوامل سقوطها ونهايتها بين أحشائها وهي نتيجة طبيعية لكل سلطة سلالية عنصرية كهنوتية دموية لصوصية متخلفة.
يرتعد الحوثيون خوفاً من حشود السبعين رغم أن المتجمهرين في السبعين حلفاؤهم وشركاؤهم، ما يعني أن الحوثيين لا يثقون بأي حليف حتى لو كان ذلك الحليف قد سلّم لهم مفاتيح الدار والخزائن والثمار، فالحوثيون في حقيقة الأمر يتحينون الفرصة للقضاء على حليفهم والانفراد بالسيطرة على شمال اليمن كما صرح بذلك عبد الملك الحوثي لجمال بن عمر عندما قال له "الشمال حقنا حكمناه وسنحكمه" فالحوثيون يدركون اليوم تماما أن العقبة الوحيدة المتبقية أمامهم هو المؤتمر الشعبي العام وهم ينظرون إلى الاحتشاد في السبعين على أنه تحدٍ لسلطتهم المطلقة في الشمال وخاصة في المناطق التي يسيطرون عليها.
لقد أدرك المؤتمر الشعبي العام مؤخرا سوء نوايا حليفهم الغدار فقرروا إعادة ترتيب البيت المؤتمري من الداخل لتوجيه رسالتين لا ثالث لهما وهو ما أفصح عنه رئيس المؤتمر الشعبي العام والرئيس السابق علي عبد الله صالح، عندما قال إن الهدف من الاحتشاد في السبعين هو لتوجيه رسالتين واحدة إلى الخارج والثاني إلى الداخل، فالرسالة الموجهة إلى الخارج هي الإثبات للمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي أن المؤتمر هو القوة الشعبية الكبرى في اليمن وخصوصاً في الشمال وهو ما يجب أخذه في الاعتبار في أية مفاوضات أو تسويات أممية قادمة، والرسالة الثانية إلى الداخل وهي الأهم، وهي موجهة إلى الحوثيين وليس إلى غيرهم كونهم الطرف الذي همش وأقصى ونكّل بكوادر المؤتمر الشعبي العام، فالرسالة الموجهة إلى الحوثيين هي رسالة ردع وإنذار لعل الحوثيين يفهمونها وهو ما يرجوه المؤتمر الشعبي العام.
إن رسالة المؤتمر الشعبي العام إلى الحوثيين هي كما قال الدكتور عادل الشجاع انه لولا المؤتمر ودفاعه عن الحوثيين وتوفير الغطاء لهم لانكشفت عورة الحوثيين وعرف الناس حقيقتهم وضعف قوتهم ورفض المجتمع اليمني لهم ولسلطتهم الميليشياوية الطائفية، ولذلك نجد الحوثيين يتخوفون من الحشد المؤتمري كما يتخوف الثور من قدوم عيد الأضحى لأنه يعلم أنه سيذبح في ذلك اليوم، وبالرغم أن رئيس المؤتمر قد طمأن الحوثيين أنهم ليسوا مستهدفون من هذا الحشد إلا أن ردود فعل الحوثيين على حشد السبعين تؤكد أن الحوثيين لم يطمئنوا لتصريحات صالح، ولذلك سارعوا في دعوة أنصارهم للاحتشاد المسلح في مداخل العاصمة صنعاء في نفس اليوم الذي يحتشد فيه أنصار المؤتمر في السبعين وذلك لعرقلة فعالية المؤتمر والتشويش عليها.
إن تحركات المؤتمر في الآونة الأخيرة والتخطيط للحشد الجماهيري الكبير الذي يشهده ميدان السبعين في 24 أغسطس الجاري قد أغاض الحوثيين وأثار موجة من الخوف والفزع في أوساطهم مما دفع القيادي الحوثي حسن زيدي إلى التهديد بتصفية رئيس المؤتمر الشعبي العام قائلا "إن قلع الصنفور والتخلص من ألمه خير من الصبر عليه مدة طويلة وتحمل آلامه ومضاعفاته طوال الوقت"، في إشارة إلى تحركات المؤتمر وموقف زعيمه صالح من حشد السبعين، كما أن الصحفي الموالي للحوثيين/ محمد عايش، قد بعث برسالة تهديد مبطنة للمؤتمر الشعبي العام يطالبه فيها بالتعقل، كون الحوثيين قد أعدوا 140 ألف مقاتل لمواجهة المؤتمر إن تطلب الأمر.
إن رسالة السبعين التي لم يدركها صالح ولا المؤتمريون أنفسهم والتي تتجه إلى الحوثيين مباشرة ومن دون قصد وهي الرسالة الأقوى والأشد وقعا على الحوثيين والتي تتمثل في أن هناك شعبا حيا لم يمت ولم ينبطح ولم يرضخ لسلطة الحوثيين الإمامية السلالية العنصرية الكهنوتية الإيرانية، إنها الرسالة القوية والعتية التي تأتي كرد فعل شعبي عارم على سلطة القهر والإرهاب والكهنوت الحوثية رغم التجويع والقتل والتشريد والسجن والتخويف والتعذيب لكل من يرفض سلطة الحوثيين، إنني على ثقة تامة أن غالبية الجماهير التي ستحتشد في ميدان السبعين يوم 24 أغسطس الجاري قادمة من كل المحافظات اليمنية ومندفعة بحماسة الرفض القاطع لسلطة الحوثيين القمعية ومعبرة عن سخطها الكبير من السلطة العنصرية ومن عمليات الفساد السلالية الكبرى المتمثلة بنهب الثروات ومصادرة المرتبات والثراء الفاحش لأفراد السلالة العنصرية الحاقدة على اليمنيين جميعا وبدون استثناء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد