الصحافة هي المرآة العاكسة لما يعتمل في المجتمع سلبا وإيجابا وأثرها بالغ الخطورة كونها تدفع الى تشكيل رأي عام مساند لأطروحاتها.. وهنا تكمن خطورتها، فإذا لم (يعف) الصحفي عن الخوض في سفاسف الأمور ومحاولة توظيف قناعاته، مستهدفا خلخلة الوعي وتوجيهه في الاتجاه الخاطئ.. فإن النتائج تكون كارثية على المجتمع، من خلال التصادم بين القناعات المؤيدة والمعارضة لما تبثه بعض الأقلام التي لا تضع وزناً للكلمة ولا تلقي لها بالاً وربما هوت بهم في نار جهنم سبعين خريفا.
وحين (تعف) الأقلام حقا، يتعافى المجتمع وتقل التباينات بين أفراده، ويتجه الجميع نحو الأهداف الكبرى من البناء والتنمية.
والحديث يطول في هذا المضمار.. ولكن ما دفعني لهذا هو ما قرأته هذه الأيام من نقد موجه، ومجافي للحقيقة في مجملة بل يصل إلى درجة الشخصنة، وذلك ليس نقداً أصلا وإنما تصيداً وتوظيفاً سيئا لـ(صاحبة الجلالة) التي أصبحت ملطشة لمن لا ينتمي إليها.!!
وآخر ما قرأته في هذا الباب موضوعا ناقدا لمحافظ أبين/ أبوبكر حسين وانه لم يقدم شيئاً للمحافظة ووعوده كلها كاذبة، مستدلا بأن الخدمات الاجتماعية مازالت معطلة رغم وعوده بإصلاحها...هكذا بفضاضة.
وأرى أن هذا تقوّل لا دليل عليه...!!
المحافظ غيّر مدير الكهرباء الدحه وتحسنت الخدمة شيئاً طفيفاً ومازالت.. والمياه انقطاعاتها طفيفة وهي المؤسسة التي لم تنقطع نهائياً حتى أثناء الحرب ومازالت تقاوم بإمكانات بسيطة..
الأمن تحسن كثيرا في العاصمة أما عما حصل في جحين فهذا مسلسل يمني لا تستثنى منه محافظة، عندنا القتل باسم القاعدة وفي عدن باسم الأمن ( مدير أمن رصد قماطة مثلا) وفي المحافظات الأخرى باسم الحرب، ولن يتوقف القتل إلا بتوقف الحرب نفسها...
أنا هنا أصف الحقيقة، ولا أدافع عن المحافظ الذي قد لا يعلم الكثيرون أنه لا يطيق مقابلتي أصلا لأسباب ليس مجالها هنا، وفوق ذلك لديه من المطبلين مالا يحتاج لأمثالي لأن الحقيقة مرة لا يقبلها من يحب المديح بالحق والباطل...
لكن تعلمنا أن نقول الحق ولو كنا كارهين.
لو(تعف) أقلامنا عن توظيف الإساءة بالحق والباطل لانصلح حالنا وتجسد فينا (عفافا) *كثيرا*