قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
الرئيس المصري الخالد جمال عبدالناصر- رحمه الله- له عبارة شهيرة تقول (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ يريد أن يصل إلى حل للقضية اليمنية بالحوار والتفاوض وعقد المؤتمرات والاجتماعات مع الوكيل الحصري الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني وهو الحوثي الذي سيطر على اليمن بالقوة وبالحديد والنار ومن المنطق أن يرفض التفاهم حول تسليم المواقع والموانئ والمحافظات التي يسيطر عليها بالحوار خاصة أنه حتى لا يملك القرار فهو مجرد أداة بيد نظام الولي الفقيه.
لا يخفى على أحد أنه لولا عاصفة الحزم المباركة التي انطلقت من المملكة العربية السعودية بقرار من خادم الحرمين الملك سلمان لكان اليمن اليوم محافظة إيرانية يحكمها الجنرال قاسم سليماني الذي هو قائد فيلق القدس ولكنه ليس له علاقة بالقدس ولكنه يشرف على الحروب العبثية التي يقودها النظام الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان .
بعد طول غياب وفشل ذريع في تحقيق أي إنجاز ملموس في القضية اليمنية يعود المبعوث الأممي للقضية اليمنية إلى اليمن ولكن هذه المرة ينطلق من مسقط حيث صرح أن هناك ترتيبات مع الحكومة العمانية لعقد مؤتمر في مسقط يجمع وفد الشرعية اليمنية ووفد الانقلابيين الحوثيين وعلي عبدالله صالح لبحث ثلاث قضايا أهمها استلام طرف ثالث ميناء الحديدة الذي يديره حاليا الحوثيون وقد يكون هذا الطرف الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات للشعب اليمني وأما القضايا الأخرى فهي مناقشة توقف الانقلابيين عن صرف رواتب الموظفين وإغلاق مطار صنعاء نظرا لنقص وقود الطائرات حيث يستولي عليه الحوثيين وطبعا عقد الاجتماع بحد ذاته يحتاج إلى جولات مكوكية للمبعوث الأممي بين عدة دول حتى ينعقد اجتماع بين الحوثيين ووفد الشرعية اليمنية.
من المفيد القول إن 6 شهور من المفاوضات بين وفد الانقلابيين ووفد الشرعية اليمنية في دولة الكويت انتهت بفشل ذريع في التوصل لأي اتفاق حول مجمل القضايا المرتبطة بالقضية اليمنية.
يقول المثل (الجواب يبان من عنوانه) فهناك توقعات بأن تكون اجتماعات مسقط نسخة أخرى من اجتماعات الكويت وسوف يماطل وفد الانقلابيين لاستغلال الوقت في تحسين وضع ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح على الأرض حتى يفرض شروطه وأجندته وهذا قطعا مرفوض جملة وتفصيلا من وفد الشرعية اليمنية الذي لن يتنازل عن مطالبه الواضحة في نزع سلاح الانقلابيين وكذلك تسليم المواقع التي يسيطرون عليها.
هناك مؤشرات مشجعة من جبهات القتال فقد سيطر جيش اليمن الوطني على معسكر خالد بن الوليد ويعد من أكبر معسكرات الانقلابيين مايعد ضربة قوية لأذناب إيران الحوثيين وعلي عبدالله صالح ناهيك عن سيطرة الجيش اليمني الوطني بمساندة قوات التحالف سواء البرية أو الجوية على التلال المحيطة بالعاصمة صنعاء مما يمهد لاجتياح قريب وسقوط العاصمة صنعاء في قبضة الشرعية وهذا هو الحل الوحيد لطرد الانقلابيين والراعي الرسمي لهم نظام الولي الفقيه في إيران.
نعتقد أن مطلب تسليم ميناء الحديدة لجهة محايدة لإدارته سوف يواجه برفض قاطع ليس من الحوثيين فقط ولكن من الراعي الرسمي لهم النظام الإيراني الذي يريد الاحتفاظ بميناء الحديدة لسببين أولهما تهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية التي تطلق على الأراضي السعودية وخاصة مكة المكرمة حتى يثبت هذا النظام الدموي أن السعودية غير قادرة على حماية الأماكن المقدسة لطرح قضية تدويل الحج التي بدأت تطالب فيها أيضا دولة قطر.
أما السبب الآخر فهو سيطرة النظام الإيراني على باب المندب وهو المشروع التوسعي التي تسعى إيران لتنفيذه وذلك بالسيطرة على مضيق هرمز وباب المندب لتهديد مرور البواخر التي تنقل 40 % من الإمدادات النفطية الخليجية لدول العالم . نقول للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ هناك قرارات صدرت عن مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية اليمنية وفي مقدمتها قرار رقم 2216 الذي ينص على انسحاب الانقلابيين من جميع المناطق التي يسيطرون عليها مع تسليم السلاح للحكومة الشرعية أما الحلول الترقيعية فهي مضيعة للوقت والجهد والمال، فالقضية أكبر من عصابة الحوثيين وحتى المخلوع/ علي عبدالله صالح لأن من يملك القرار هو مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي وطالما رأس الأفعى النظام الإيراني بيده مفتاح الحل فمن العبث الحوار مع نظام دموي لا يفهم إلا لغة القوة والحديد والنار والحل يكون في بيت الشعر القائل(السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب) وكفى عبثا يا مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ.