الجنون الأكثر تفلتا وغباء لا يعرف مكانا مثل السبعين، ولا يعرف بشر أكثر من مغفلين مثل قوم صالح. يصر صالح في كل مناسبة على ممارسة طيشه السياسي، بمضاربة جلب أكثر عددا من حملت فيروس المرض المناطقي إلى ساحة كان لها مدلول عميق في الذاكرة الثورية، ليحولها الإمام عفاش إلى مرباع لأتباعه المغررين، والمأفونين بداء استرداد جيفة الطمع السلطوي، الذي يغذيه صالح وأسرته بالغة النهب والفساد.
كفى مهزلة في السير وراء كابوس رجسة الخراب اليمني، الذي نصبته آثامنا وذنوبنا بفعل خذلان القيادات التاريخية الثورية، كالحمدي وسالمين. فولي علينا شيطان صالح، أنزل بنا الويلات والفقر ألوانا في الوقت الذي فاضت خزائنه الخاصة، وأسرته محافظ دبي، وأرصدتها، ومجمعات قصورها، ناهيك عن استحواذه وأسرته لسلطة المال والثراء بأنواعها في الداخل.
لازال حلم أباطرة النهب والاستبداد تحن لسالف عهدها، تشاركها في فكرة النهب والامتيازات مجاميع النفوذ التقليدية المريضة، والرعاع التابعة لها. وقد عزموا على خوض مشروختهم السبعينية المقرفة عل ذلك ينال تعاطف الخارج، لبصيص من شرعية مزورة، وتعبئة داخلية تقاوم السقوط المحتوم، وترجح كفة حضور القوة، والتهديدات المتبادلة بين لصوص الحرب في صنعاء وصعدة، المتنازعتين على السلطة الانقلابية المخطوفة، وغير الشرعية.
في الذكرى الخامسة والثلاثين "25 أغسطس" لنشأت الحزب العائلي الخاص وليس المؤتمر الشعبي العام من كل عام، ينشط جنون الزعامة بجلب أكبر عدد من الأتباع المغبونين، ليهتفوا بحياة الشرير، وضرورة عودتها الخلاصية، وهي ليست سوى روح الدجل المدمرة، ومسرحيتها أضحت أكثر من مملة ومكشوفة، ونفاق خروجها يزكم أنوف الشرفاء من أبناء الوطن.
جديد هذا العام أن المخلوع يريد بركة التعاطف الشعبي باستحضار الأموات الذين زج وغرر بهم في مهلكة أطماعه، تبا لك وشعاراتك الدموية يا كابوس العصر وخراب العمران.
دعوا المجنون يكمل ساعاته السياسية، لكن لا تكونوا شركاء شاهدين على آفة مآربه الشريرة، أو أنصارا لمهلكة أطماعه.