في مسجد في وسط العاصمة صنعاء تسيطر عليه جماعة الحوثي المتمردة والانقلابية.. وبعد أن أكمل الخطيب الحوثي خطبته المدججة بلغات العصبية والعنصرية والكراهية وبنكهة الانتصار مرة وأخرى بنكهة المظلومية؛ صرخ البعض من أنصار الحوثيين بصرختهم المعتادة والتي أصبح سماعها يجلب الخوف والقلق فضلاً عن استياء النفس من ترديدها في بيوت الله وتطبيقها على رؤوس أبناء الشعب المسكين.. وضج المسجد من صراخ الحوثيين بعد خطبة الجمعة واعترضوا على الصراخ في بيت الله لكن الخطيب سرعان ما ردد وقالها بمكبرات الصوت (الذي ما أعجبته الصرخة يخرج من الجامع).
وفعلاً هذا ما حصل، غادر البعض الجامع مستنكرين من كلام الخطيب وتركوا صلاة الجمعة بعد طرده لمن لا تعجبه الصرخة ..
وبدأ أنصار المليشيا يراقبون من ترك المسجد كي يتم إثبات التهمة المعروفة لمن يعارض أفكارهم الهدامة فأنت في هذه الحالة (داعشي).ذهب الحياء.. وصارت قلة الحياء شجاعة عند هؤلاء..
المسجد هو بيت الله ليس ملكا لك أيها الخطيب التعيس والغبي (وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)..
تصرف خطيب الجمعة يؤكد على طائفية وعنجهية جماعة الحوثي المتسبب الأكبر فيما يحصل الآن في اليمن منذ احتلالها للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
سعيهم للسلطة ليس سياسيا أبدا.. عقيدة طائفية يقاتل الحوثيون من أجلها.. لذلك تراهم يهاجمون صالح وحليفهم المؤتمر إذا تحدثوا عن مبادرة وحل سياسي؛ والشاهد مبادرة مجلس النواب الأخيرة التي لاقت رفض منهم ..
قبل عام تماماً كنت في أحد مساجد مدينة ذمار في صلاة الجمعة وكان الخطيب شابا يافعا يقرأ الخطبة واستشهد بموقف لمعاوية وذكر رضي الله عنه؛ لم يكمل الشاب خطبته إلا وأنصار المليشيا يتهافتون عليه ويرعبونه ويطلبون منه كاتب الخطبة وكل المشكلة لماذا يقول (معاوية.. رضي الله عنه)..
وأتذكر جيداً عندما ألقيت خطبة جمعة قبل سنوات في أحد المساجد وكنت أردد الصلاة على النبي محمد وآله وصحبه أجمعين.. واعترض عليّ أحدهم في عتاب ونصحني أن أقول صحابته الراشدين أو المنتجبين.. دون أن أعمم لأن هناك صحابة لا يستحقون السلام ..
وخطيب آخر كان يردد دعاءه ليرضى الله عن الأربعة الخلفاء الراشدين ويذكر بالاسم (أبوبكر وعمر وعثمان وعلي) فجاءه تحذير منهم أن يترك ذكر الخلفاء ويستكفي بذكر الإمام علي وإلا سيخرجونه من المسجد ومن سكنه التابع له..
عنجهية في ستار طائفي.. مسار تنتهجه مليشيا الحوثي.. فإذا لم تعجبك الصرخة بإمكانك أن تترك بيت الله.. وإذا لم تؤمن بها فأنت داعشي ..