;
محمد سعيد الشرعبي
محمد سعيد الشرعبي

أنقذوا اليمن 1061

2017-07-24 00:04:40


أينما وليت وجهك على هذه الأرض فلا تأمن جماعات الموت، وتعيش حالة قلق دائم أكثر مما مضى، وهذه بدايات الفصل الأسوأ من الحرب في اليمن!!
ذات المخاطر المميتة تلاحق المواطن اليمني في شمال الإمامة وجنوب الحراك، ولن تنجو من الموت والبطش حين تدافع عن حرية وكرامة الإنسان.
ولو ألتزمت الصمت أو الحياد، فأنت محل اتهام وشك، ويطالك الأذى بشكل أو بآخر، ولهذا يتخندق أصدقاء وزملاء مع جماعات الأمر الواقع... مكرها لا بطل!!
في زمن الحرب القذرة يكون لا فرق بين الحياة والموت، ويصبح الإنسان مشروع قاتل أو قتيل، جلاد أو ضحية، ناهب أو منهوب، منافق أو مطارد.
يزعم طرفي النزاع دفاعهم عن حياة وحريات الشعب، ولكن الكوارث اليومية تؤكد بأنهم سلموا البلاد وأعناق الرجال لجماعات تمتهن القتل والنهب وإذلال الآخرين.
أسقطت الحرب كل شيء، وأطلق صُناع الموت العنان لجماعات إزهاق الأرواح، والسطو على الأملاك، ونهب الإيرادات، والقضاء على هامش الحريات.
ولو كان بمقدورهم قطع الأكسجين لقطعوه على الشعب بعد قطع الخدمات (الماء والكهرباء)، ونهب المال العام، وتهربهم من صرف رواتب موظفي الدولة حتى اليوم.
تتفاوت درجات توحش الجماعات، وتختلف طرقات اجرامهم، ولكنها جماعات تسرطن واقع اليمن، وتعمل برعاية هوامير الحرب، والأيام السوداء لم تأتي بعد.
وتشتغل هذه الجماعات في ضفتي الجحيم على فرض توجهاتها الإجرامية، ومسخ الوعي المجتمعي، وتحديد رغبات المواطنين بالإكراه والإرهاب والتجويع.
كما يتفقوا على تغييب مؤسسات الدولة، ونسف العمل السياسي والمدني، ومصادرة الحقوق، وقمع الحريات، والتنكيل بأي معارض لاجرامهم بمجرد وشاية كاذبة.
ووجد زعماء الجماعات والعصابات في إطالة أمد الحرب فرصتهم للتسلط والإجرام والإثراء غير المشروع، وهذه الانتفاشة تدفعهم لتجاوز أربابهم في ملفات مصيرية!
تعاني اليمن ويلات الحرب، أبرزها، مجاعة تهدد سبعة مليون إنسان، واغلب سكان البلد يعيشون تحت خط الفقر، وتتزايد المأساة يوميا، بحسب تقديرات أممية.
وتتوقع ‏مؤسسة أوكسفام زيادة حالات الوفاة والإصابة بوباء الكوليرا في اليمن إلى 600 ألف ليصبح أكبر عدد مسجل للآن في أي دولة بعام واحد منذ بدء التسجيل.
نار الحرب والمجاعة والكوليرا تعصف بحياة اليمنيين، وهذا الواقع المأساوي يثير رعب العالم باستثناء تجار الحروب وعصاباتهم ومستثمري المآسي الإنسانية.
بعيداً عن عنتريات تجار الحرب وحذلقات مستثمري المآسي الإنسانية أصبح السلام حلماً ينشده العقلاء لإنقاذ الشعب من الفناء والبلاد من التشرذم.
لن تتوقف الحرب ويحل السلام ما لم يمارس المجتمع الدولي ضغوط كبيرة على طرفي النزاع بهدف الاتفاق على تسوية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة.
يعتبر المبعوث الأممي إتفاق طرفي النزاع على خطته حول ميناء الحديدة بداية لاتفاق وطني شامل، ولكن المواقف الأخيرة للإنقلاب غير مشجعة على التفاؤل.
أنقذوا اليمن قبل فوات الأوان، فاليوم الحلول ممكنة، وغدا لن تكون سانحة، ومن يقرأ المتغيرات الإقليمية والدولية يدرك ضرورة إنهاء الحرب وإنجاز التسوية.
أنقذوا اليمن بالاستجابة لدعوات إنهاء الحرب، أولها، المبادرة المقترحة من المبعوث الأممي كونها الطريق الوحيد لإنقاذ الشعب وإحلال السلام في وطن ذبيح.
أنقذوا اليمن لو كان لديكم أحساس وطني أو إنساني، فالبدايات الموحشة للفصل الأسوأ من الحرب تتوالى، وغدا لن ينفعكم الندم إذا سقطت البلاد بيد الإرهاب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد