الجهاد والعملاء والخونة، لا تستبعد إشارة مداهمات والمزيد من الوحشة بين شعب وزعيم حركة نرفض أن يتحكم بنا ويرفض أن يكون واحداً منا.
كأنه لم يعد عبد الملك الحوثي قادراً على التواصل معنا إلا عبر التخويف ونحن حقاً لم نعد نخاف، فاقض ما أنت قاض.
ومن يجد الحماسة أو حتى حسن النية لتوقع خطابات ولو مراوغة سياسياً يحدثنا فيها عن أن الوطن يتسع للجميع وعن العدل وما شابه ولو بلغته التراثية، ونحن نصدق أو لا نصدق، لكل منا طريقته في تلقي الآخر، لكن عندما يكون الخطاب التهديدي من رجل يملك أدوات التنفيذ ولا يربطه بنا غير عزلته وانكشافنا بلا أي شكل للحماية غير اللاخوف وغير المجازفة، فذلك شكل متعنت ومرهق من الحياة تحت رحمة كلمات رجل لا يكلف نفسه حتى عناء أن يداريك بالسياسة، وفي قبضة مجموعة لم تعد تتلق منه غير إشارات العنف ولا تكاد تطيعه إلا في هذا، فذلك ليس إدعاء لاقتراف عمالة المضطر، لكن هناك قوة نلوذ بها غير السعودية والإمارات وهي قوة وإرادة الحياة، ولن نذعن ولسنا عملاء ولن نكون ضحايا مستسلمة في ذات الوقت.
لقد دمغت حياتنا بالخوف على مدى أعوام، وتركت للجنون وحده التصرف بمصيرنا بينما يتجشم العقلاء منا عناء المدافعة بالمنطق والمسئولية، منقسمين بين حماية سيادة البلد وحماية ما تبقى من قيم وطنية وحماية المحسوبين عليك من العنصرية المضادة، ولا يجدون من يحميهم من كل هذه التهديدات التي كان أولها طموحك المدجج بالبنادق وآخرها الصواريخ والأطماع والعصابات، فقط هو أن الفارق أن بقية المستخفين بحياتنا أقل منك التزاماً بإطلاق التهديدات على نحو من الدأب المفزع، وهي حياة يا عبد الملك، ونفس بيد من خلقها وإحساس إما بوجود كريم أو تحت التراب أعز وأشرف، ومن لم يعد يتذوق حريته وهو يتوقع بطشك في أي لحظه سيان عنده الأمر، والتوقع أسوأ من الوقوع.
بيننا وبينك بلد نريد أن يكون لنا جميعاً آخر المطاف، وتريده أنت ساحة تكتظ بالعبيد أو مقبرة محتشدة بقرابين طموحك المستحيل.