;
فتحي أبو النصر
فتحي أبو النصر

إيقاف الإنقلاب أولا 951

2017-07-22 21:02:03

على هذا المنوال الفوضوي العابث الذي يعمل بشكل لاعقلاني ممنهج ضد حلم المواطنة والتمدن، كما يدأب حثيثا وبلا مسئولية من أجل محو ما تبقى من فكرة الدولة: سيجد الجميع أنفسهم وقد صاروا في يمن بلا يمن أكثر تشوها ومأساوية وانحطاطاً وضياعاً.
على أن الشعوب العظيمة والجبارة والملهمة، هي التي تلتحم في اللحظات الحاسمة والعنيفة، لحظات الخطر الوجودي الكبير، فتتجاوز صراعاتها الداخلية وحماقاتها القاسية وشهواتها المظلمة، ثم بقناعة عميقة تقرر الدفع باتجاه تعزيز الإتحاد والعدل والبناء.
الشعوب التي لا تتحطم لأنها غير منعدمة القلب والعقل والضمير.. الشعوب التي تكافح حقاً من أجل انبعاث حكمتها، ويقينها أن السلام هو القوة، وأن احترام القانون يجعلها أكثر سمواً، وأن المصالحة الراجحة هي فضيلتها الحقيقية، وأن إرادة التعايش والتطور هي التي سيحترمها التاريخ فقط ليتردد صداها الاعتزازي بين الأجيال.
أما الآن فالتنازلات المتبادلة واجبة، لأن اليمن في مأزق تاريخي مفصلي، ما لم فإن الأمور ستخرج تماما من يد الإنقلاب ومن يد الشرعية أيضا.
ثم إن من يرفض ممكنات الحل السياسي، وإيقاف الإنقلاب يؤكد تعامله الاستخفافي مع الوضع الحرج الذي وصلت إليه البلاد.
ففي ظل تواصل نفوذ أثرياء الحرب داخليا وخارجيا، تفرض عصابات تفكيك الدول كلمتها العالية باعتبارها المافيا الدولية المنظمة التي تعمل من أجل تماهي الجميع مع إرادتها، في حين تتسق معها كافة الأطراف المتصارعة بشكل مريب، ربما لأن هذه القوى التفكيكية الغامضة تمتلك عدة أتباع في كل الكيانات المحلية والإقليمية و الأممية بلا استثناء، بل إنها تستمتع باستمتاع تصلب الأطراف النافذة ضد بعضها البعض، وهي إذ تعمل على تكريس الإنهاك المتبادل في الداخل، تنتظر تشكل اللحظة المناسبة للانقضاض الكلي-مع أهم اللاعبين الدوليين- على مفاصل القرار والمصير، وتحقيق تطلعاتها الإستراتيجية التي تدفع ضريبتها الشعوب المغلوبة على أمرها.
وفي الحالة اليمنية، مازالت جماعات التطييف والتوريث والإرهاب والميليشيا واستغلال الدين، شديدة الحساسية تجاه إحلال المصالحة الضامنة والسلام والإستقرار، وإستعادة الهيبة المفترضة للدولة الديمقراطية، وتجريم الحوثية وبدء الإعمار والإنعاش الاقتصادي وتحقيق جبر الضرر للضحايا وحل القضايا الوطنية العالقة إلخ.
وإذ تكايد إيران السعودية في اليمن، تتأجج السعودية بالاستفزازات وتعاقب اليمن أكثر؛ بينما تستمر اليمن ضحية لعصبوية الحوثي وثأرية صالح، كما لفدرلة هادي ولتيار الإنفصال.. أما خارجياً فهي ضحية لابتزازات الدول الكبرى التي تعرف جيدا كيف توظف الحروب الأهلية، -والصراعات الناشبة بين السعودية وإيران في المنطقة- لصالحها، كما لصالح مافيات التقسيم التي تتوحد معها في صياغة وتحقيق التكتيكات والأجندات المؤدية لإثارة القلاقل وعدم الثقة وفرض الأمر الواقع، عبر استدامة الحروب، ذات الأهمية الجيوسياسية، وكذا مواصلة السطو على ثروات الدول المكتفة اليدين ، أطول وقت ممكن.
وباختصار شديد، لابد من طاولة حوار جديدة للجميع وإيقاف البنادق، كما يجب إيقاف الإنقلاب أولا لتقف الحرب كأول خطوة باتجاه الحل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد