في جولة لي قبل يومين لكلية الطب شاهدة المئات من الطلاب الطامحين في دراسة الطب البشري والأسنان وغيرها من أقسام العلوم الطبية استعداداً لدخول امتحان القبول.
وهي إعداد تفوق العدد المعلن قبوله في أقسام الكلية وكلهم أمل بتجاوز الامتحان بنجاح وهو الأمل الذي على ما يبدو شبه مفقود.
فأحد أصدقائي الذي يعمل موظفاً في شؤون الطلاب في كلية الطب قال لي" مساكين هؤلاء الطلاب فلو يعلمون أن الهدف من امتحان القبول هو الحصول على رسوم يدفعها الطالب وليس البحث عن من يستحق الالتحاق بالكلية لما كلفوا أنفسهم هذا العناء فالمقاعد أصبحت حكراً على جماعة الحوثي من الأسر الهاشمية ومن يتملك صلة قربة بهم دون الاكتراث بمستواهم العلمي في امتحان القبول.
قالا. ما لم أفهمه كيف لم يتعلم أولياء الأمور والطلاب من نتائج العام الماضي فكشوف المقبولين جلهم من الأسر الهاشمية تم فرضهم بالقوة.
ولا أستبعد أن يكون هذا العام مثل العام الماضي وليس من المعقول أن أبناء الأسر المقربة من الحوثي هم وحدهم من تجاوزوا امتحان القبول بينما غيرهم من أبناء اليمن لم يتمكنوا من تجاوزه خاصة جامعة صنعاء وذمار التي أصبحت حكراً عليهم، فكلية الطب والهندسة خصصت لهم دون منافس وما تبقى من المقاعد لمن يمتلك وساطة.
ولا أخفيكم أن كلام صديقي مخيف بالنسبة لي خاصة وأنا أشاهد الحشود من الطلاب والطالبات المتقدمين للامتحان يتوافدون على أقسام كلية الطب والأمل يراودهم في أن يحالفهم الحظ متلهفين لخروج نتائج الامتحان لتعلق أسماء المقبولين وكل منهم يتمنّى أن يكون هو أحد هؤلاء.
عندها تمنيت أن يكون ما قاله صديقي غير صحيح وأن يكون التعليم في بلادي بعيداً عن النفوذ السلالي والطبقي والحزبي وأن تكون المعايير العلمية التي تنظمها لوائح الكلية بكل أقسامها هي وحدها من تحدد من الطالب المستحق لدخول الكلية وليس غير ذلك.
سأنتظر أنا الذي لا علاقة لي بمن تقدم لآراء ما سينتج عن هذا الامتحان وما مدى صحة ما سمعته أثناء زيارة صديقي..