في مثل تاريخ 17 - 7 من كل عام، يحتفل المنتفعون ومعهم "المقفلون" اليمنيون وكل حملة ثقافة الفيد والنهب وعتاولة الفساد ومدمني نهب المال العام، والمستفيدين من نظام علي صالح بصعوده إلى كرسي الحكم عقب اغتيال القائد الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه عبد الله بأداة يمنية وإشراف وتمويل سعودي وداعم دولي.
- في مثل هذا التاريخ من العام 78 جرى اغتيال الدولة التي كان قد أسسها وأرسى مداميكها الشهيد الحمدي، في توازي مع تدمير ممنهج لقيم المواطنة واستبدالها بمواطنة متعددة الشرائح المناطقية والجهوية والطائفية والأسرية.
- في مثل هذا التاريخ تم تجريف أخلاقيات وقيم المجتمع والعبث بتعايشه، ومن ثم إذكاء الصراعات القبلية وتجذير ثقافة مطلع ومنزل وزيدي وشافعي وحاشدي وبكيلي، ومن ثم شمالي وجنوبي ووحدوي وانفصالي، وكل ما قاد إلى تفتيت المجتمع على كل المستويات.
- في مثل هذا التاريخ انطلقت سياسات تجهيل المجتمع بشكل ممنهج وبإمكانيات السلطة وبنكها المركزي، بدءا بضرب التعليم، وإحلال ثقافة "المزقاوه" وحمرة العين "والذييه والبسمه" محل مخرجات العملية التعليمية المفترضة.
- في هذا التاريخ برزت وتجذرت سلوكيات قطع الطريق والاختطاف والقطاعات القبلية وغياب الأمن وتسيد القبيلة.
- في هذا التاريخ ذبح القانون وسحل الدستور، وثبت مكانهما ثقافة وقيم ما قبل الدولة على نحو المحدعش والمربوع وذبح الأثوار والهجر والتحكيم، والتي شملت رجال الدولة الذين يتعرضون لحالات الامتهان ومواقف التجريح والاعتداء بالضرب كما حدث مع رئيس الوزراء آنذاك الدكتور/ حسن مكي. - في هذا التاريخ أفرغت المؤسستان العسكرية والأمنية من وظيفتيهما، وصارتا بتشكيلتيهما المناطقية والطائفية أداة بيد الحاكم وحفظ كرسي الحكم، كما قدمتا نفسيهما أشبه بعصابة منها لمؤسسات معنية بحفظ الأمن وسيادة البلد.
- في هذا التاريخ جرى التنازل عن نجران وعسير وجيزان والشرورة والوديعة، وبمساحة إجمالية قدرها 265 ألف كم2، مقابل عائدات مالية ضخمة ذهبت إلى حسابات الحاكم ورئيس وزرائه، دون حتى الحفاظ على شروط اتفاقية الإمام.
- في هذا التاريخ من عام النحس بدأ العمل باعتماد معايير قلة الحياة والرخص والابتذال في شغل الوظائف القيادية، في تعارض فاضح مع كل المعايير السائدة في العالم ومضامين المنطق.
- في هذا التاريخ تم الإساءة لأهم منجز وطني ضحى الكثيرون من أجل بلوغه وفي مقدمتهم الرئيس الحمدي ألا وهو هدف الوحدة اليمنية التي تحولت إلى وسيلة للانتقام من هزائم مضت، وما ترتب على حرب 94 من فيد ونهب وإقصاء وتحقير وصراعات نشعر إزاءها بالألم والحزن حين نقارنها بالوحدة الألمانية المشابهة لجريمة وحدتنا وما ارتبط بها طوال 27 عاما من سياسات الغلبة.
- هذا التاريخ يمثل مصدر وجذر واصل كل المشاكل والحروب والتفرقة والصراعات بمختلف مضامينها، بل ومنبع ما نعيشه اليوم من خطورة أوضاع لم يسبق للبلد أن عاشته من قبل.
- 17 - 7 - 1978 تاريخ كارثة البلد الحقيقة والتي سنعاني منها ومن تداعياتها لخمسين سنة قادمة على الأقل، إلى جانب ما مضى سدى من سنوات أعمارنا.
- طلاب وجد من يحتفل ويتباهى بتاريخ ارتكاب جرمه سوى هذا الرجل، ومعه مخرجات سنوات حكمه ونتائج سياسات التجهيل.