قال تعالى في سورة إبراهيم(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) والإمام جعفر الصادق له عبارة تقول (البغي أسرع الذنوب عقابا) وهل هناك اعتداء وظلم وبغي أفظع من إغلاق المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه ورفع الأذان في إجراءات غير مسبوقة تجاوزت كل الخطوط الحمراء قامت بها قوات الجيش الإسرائيلي منذ احتلال القدس بعد هزيمة 1967.
إن قرار إغلاق المسجد الأقصى منذ يوم الخميس الموافق 13 يوليو الجاري لاقى موجة من الاستنكار عربية وإسلامية وطبعا هذا الاحتجاج العربي والإسلامي لم يهز شعرة في الحكومة الإسرائيلية فهي تعرف أن ردود الفعل مجرد جعجعة كما يقول المثل (نسمع جعجعة ولا نرى طحنا) ولذلك يعيث الكيان الصهيوني فسادا في الأماكن المقدسة في القدس بدون أي اعتبار لمشاعر المسلمين.
إن الشرارة الأولى في هذه الجريمة النكراء انطلقت عندما أطلق ثلاثة أخوة فلسطينيين النار على الشرطة الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى مما أسفر عن مقتل شرطيين اسرائيليين فكان الرد من الشرطة الإسرائيلية هو إطلاق النار على الأخوة الفلسطينيين مما أدى إلى استشهادهم وكان المفروض أن لا يكون المسجد الأقصى ساحة قتال احتراما وتقديرا لقدسية المكان وهي عملية استشهادية ولكن قدمت العذر والذريعة للجيش الإسرائيلي لاتخاذ إجراءات أمنية منها غلق المسجد الأقصى ومنع الصلاة والأذان فيه والمفروض أن تكون الأماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى في منأى عن العمليات الاستشهادية التي ممكن أن تنفذ في أماكن أخرى كثيرة.
قائد فيلق القدس قاسم سليماني مشغول في إشعال الحروب في العراق وسوريا واليمن والتدخل في دول الخليج ولكن هذا النشاط لا يمكن أن يصل إلى إسرائيل بل أن هناك ترتيبات أمنية وافقت عليها إيران مؤخرا بحماية الحدود الإسرائيلية.
المطلوب هو أن يتم تغيير اسم فيلق القدس إلى اسم آخر لا علاقة له بالقدس لأن النظام الإيراني لا يعرف طريق القدس إلا من خلال بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وبعد أن يسيطر على العواصم العربية يفكر في القدس وهذا ليس له معنى سوى أن النظام الإيراني ينفذ المشروع الإسرائيلي الذي يهدف إلى تقسيم الدول العربية وإثارة الحروب الطائفية حتى تكون إسرائيل في وضع آمن ومستقر.
إن الدول العربية في وضع يرثى له فهي مشغولة بنفسها فهناك الحرب السورية واليمنية والليبية وهناك تنظيمات إرهابية مثل حزب الله وداعش والقاعدة تعيث فسادا في الدول العربية والإسلامية ولم تفكر أن تنفذ عملية انتحارية واحدة في إسرائيل وهو ما يؤكد أن هذه التنظيمات لها علاقة بالموساد الإسرائيلي الذي يحركها بالريموت كنترول والجدير بالذكر أن جرحى هذه التنظيمات يتم علاجهم في المستشفيات الإسرائيلية.
جمهورية مصر تتعرض لهجمة شرسة من التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها وهي أكبر دولة عربية مشغولة بنفسها وهو ما تريده إسرائيل من إخراج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي الذي أصبح في خبر كان فقد طغت الحروب العربية العربية على المشهد السياسي وأصبحت الأموال العربية هي التي تدعم الإرهاب وتنفذ الأجندة الإسرائيلية.
هناك علاقات سرية بين الكيان الصهيوني وكثير من الدول العربية التي لاتوجد بينها وبين إسرائيل علاقات دبلوماسية وهو ما يؤكد أن الدول العربية مخترقة من الكيان الصهيوني من خلال مكاتب التمثيل التجاري التي توجد في الدوحة ودبي مما يجعل المقاطعة العربية حبرا على ورق والصراع العربي الإسرائيلي مجرد حلم من خيال فهوى !!.
إن الوضع الآن في المسجد الأقصى أصبح أكثر تعقيدا فهناك بوابات إسرائيلية إلكترونية وتحول الأقصى إلى ثكنة عسكرية وكما يقول المثل (اشتدي أزمة تنفرجي) فالأمل ليس في الأنظمة العربية أو الإسلامية ولكن الأمل في أطفال الحجارة وأن تندلع من جديد انتفاضة تعم كل فلسطين وتسقط الأقنعة عن الخونة من القيادات العربية والإسلامية التي تهدد إسرائيل نهارا وترتمي في أحضانها ليلا وخاصة دول الممانعة والمقاومة ويبقى الصراع بين المسلمين واليهود حفدة القردة والخنازير أزلي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.