في اليوم التاسع من شهر يوليو من هذا العام 2017 أُصيب فقيدُنا المرحوم عبدالناصر الريسي بذبحةٍ صدريةٍ تُوفِّي إثرَها راحلاً من هذه الدنيا تاركاً طيفَ ابتسامتِه التي لا تُنسَى.
رحل الشابُ الثائرُ عبدُالناصر في أوجِ شبابِه في مأربِ التي هاجر إليها ليُقيمَ دعائمَ الدولةِ اليمنيةِ من جديد ويُؤسسَ للجمهوريةِ الثانيةِ مع مؤسسِيها الأحرار.
عاش الإعلاميُ عبدُالناصر الريسي شاهراً قلمَه في وجهِ الباطلِ منذ أن حمل القلمَ جاعلاً إياه وسيلتَه لمحاربةِ الطغيان والطغاة.
عُرِف عنه محبتُه للعدالةِ والحريةِ وبغضُه للظلمِ والعبودية.
كان صوتاً للمظلومين وصوتاً للشعب.
كان من المناهضين للنظامِ السابق بالكلمةِ الصادقةِ والموقفِ الجريء، وكان في مُقدمةِ الصفوف في ثورةِ فبراير.. كان شديدَ الحماسةِ للثورةِ راسماً أحلامَه بيمنٍ جديدٍ يجدُ فيه المواطنُ حريتَه وكرامتَه وحقوقَه كاملةً بلا امتهانٍ ولا استعباد.
كان الأملُ يملأُ قلبَه ساطعاً في قلبِه أملٌ بتغييرِ الواقعِ اليمني المؤلم بعد ثورةِ فبراير المجيدة.
ولكنّ الانقلابيين التفُوا على الثورةِ بانقلابِهمُ المشؤومِ عامَ 2014، فوجد الإعلاميُّ الثائرُ عبدُالناصرِ الريسي نفسَه في مواجهةٍ أخرى مع النظامِ السابقِ وأحفادِ العنصريةِ الاماميةِ السلاليةِ البغيضة.
ولأنه كان قلماً حراً فقد كان مُستهدفاً من قِبَلِ الانقلابيين إذ أنهم يلاحقون الأحرارَ في كلِ مكانٍ ولا سيما الإعلاميون.
ترك فقيدُنا أهلَه ودارَه ومدينتَه مهاجراً إلى مأربِ الثورةِ.. مأربِ التاريخ.. مأربِ الجمهورية..مأربِ الشرعية.. حملَ قلمَه ومضى يصولُ به ويجولُ في ميادينِ الإعلامِ جندياً من جنودِ دائرةِ التوجيهِ المعنوي للجيشِ الوطني بِشُعبةِ الإذاعةِ والتلفزيون.. شارك في إعدادِ العديدِ من حلقاتِ برنامج ” حُماةُ الوطن”.. مضى فارسُنا ولكنّ صدى كلماتِه سيظلُ دافعاً للإعلاميين يدفعُهم إلى المُضيِّ قُدُماً في ميادينِ الشرفِ والبطولة غيرَ مُبالين بالخطرِ ولا عابئين به.
رحم اللهُ فقيدَنا الغالي عبدَالناصرِ الريسي وجعل الجنةَ مسكنَه وموطنَه.. ألهم اللهُ قلوبَ أهلِه وزملائِه وقلوبِنا جميعاً الصبرَ والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وتحيةَ إجلالٍ لك يا عبدَالناصر الريسي.. أيها القلمُ الحرُّ الذي فقدناه.